المصفوفات الفنية وتشكيلاتها في رسومات الفنانة سلوى حجر

✍ حازم السعيدي :

تعتبر الفنانة السعودية (سلوى حجر) من الفنانات المتجددات والتي تمتلك الخبرة العالية في التشكيل الفني اللوني والموضوعي الذي يتناول الحياة بمقوماتها البيئية بوصفها منظومة إجتماعية تتحلى بالقدرة على نقل الاحساس من طبيعته نحو علياء الروح والنفس ، إذ تمارس (حجر) فن الرسم بنجاح يفرض الوجود الجماهيري والتعبير نفسه ويهيىء الأرضية عن خلجات الاخرين وهي تحاكي (الفتاة والبحر) في لوحتها موضوع التحليل والمنتفتح على عدة عنوانات في الحرية والحصول عليها في الرغبة بالعمق والثورة إزاء تمثلها الفتاة وكينونتها كما وتناظر بالتأكيد ماترقى اليه الحياة في تطورها وتغيراتها وبهذا أن جل رسوماتها التعبيرية كانت الشوق والحنان والحب لتشكل إهتمامات متابعيها وتسجل مساهمتها المستمرة ورغبتها الدؤوبة في النتاج الفني غير المنقطع والذي تتوافر فيه سمات الواقعية العالية الناسخة لتراكيب الماء والهواء والتراب والنار ولعلنا ندرك أن تلك الرباعية تهدف إلى الدافعية الباعثة للحياة ،ولو تعرضنا الى الماء فإنه لا ينفك أن يرتبط بمشيئة الخالق أن الماء ماهو إلا الخلق الأول ومن ثم التراب المتمثل باليابسة في حين أن الهواء له معنى البقاء وطاقة المخلوقات إلا أن النار هي أيضاً تشكل القوة هنا وتجىء أهمية رسومات الفنانة في التطرق الحق الى تكاملية الوجود وتدخل أولويات العشق في حضورها غير المسبوق في إتخاذ قرار الأسلوب (اللاندسكيب ) حيث الاجتهاد الشخصي بهدف الوصول إلى التجربة الفنية ورقيها وبناء الصرح الترتيبي لمقومات اللوحة ومن ثم اطلاق فكرة الأسلوب الواحد الواضح وإيجاد المصفوفات الفنية بإستخدام التدوير ومنها بتلاقي عاملي المتلقي والفنانة والتشبع البنيوي لدافعية الاثنان الإتجاه المعرفي لبناء مايعرف بالمصفوفة حيث إنها مجاميع من اللوحات ذات الأفق الموضوعي الواحد والمتكامل في تناوله العنصر الفني الرمزي الواقعي غير الإشاري أو العلاماتي والمنتظم بشكل اداة في التعبير عن المفاهيم ذاتها وكالتي تناولتها الرياضيات والفلك في تمثيلها للحركة والتغيرات الزمنية الموائمة لا نظمتها وبالتالي تفاعلها مع محيطها أو مدارها .من هنا أن الفن نافذة الفنانة في التعبير عن مشاعرها وشغفها لعنصر اللون الجاذب للعين في تأثيره البصري والنفسي وان الاختيار له ضمن التخيل بقيمته ماهو إلا تطبيق لمصادر الضوء والظل في الكثافة والشدة والحدة الباردة والحارة فضلا عن عناصر الخط والشكل والفراغ والملمس .وبهذا ان الرسم والنقل من الحقيقة الى المخيلة لا يعد إفراطا سلبيا في التصوير وإنما هو نقل الفضاء الواسع غير المتناه من حال إلى حال يعتبره المحللون توجيها نحو الإستجابة للموقف ويجمع بين الإدراك والشعور في الإتجاه النفسي ومن عوامله (المكون الإدراكي /المعرفي/الإنفعالي/السلوكي)ولا غرابة أن الفنان الفعال يتبنى التوقعات الإيجابية والإعتقاد في القدرة على مايحققه المتلقي من تقدم ملموس بفعل إيجابي حيث ان التشكيل يلامس الخبرة والتعلم وأكتساب المهارات سلوكيا ودافعيا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى