غياب الطلاب

✍ميرفت محفوظ :

‏تمخّض الجبل فولد فأراً، والمسألة عنادٌ ومكابرة من صانع القرار التعليمي الذي لا يعي أن الواقع شيء وأن فرض العقاب شيء آخر لأنه لا يعاني ما عاناه الآخرون في إطالة السنة الدراسية بفصول ثلاثة لا عائد منها سوى الفاقد الكبير والسلبية المطلقة ولم يعِ أيضاً أن الدراسة في رمضان لا إيجابية لها على الطلاب الذين ملوا من الإجازات المطولة التي كان الأولى أن تكون في رمضان.

المسؤول التعليمي الذي يصدر القرار ولا يستطيع المواجهة أو النقاش الموضوعي مع المتضرر الحقيقي الطالب والمعلم وولي الأمر وكأن الأمر لا يعنيه. مثله كمثل باقي المسؤولين الجالسون في برج من عاج ويصدروا قرارات لم تتوافق مع الواقع ولن نتحملها كبشر لانهم خارج دايرة المعاناة وبعيدين كل البعد عن ظروف الحياة التي لم ولن تتماشي مع قراراتهم المزاجيه الذين ينظرون اليها من زاويه واحده فقط مو من كل الزوايا. هذا الوضع الذي يعاني المجتمع منه في قرارات اخري مثل توقيف الخدمات واللي دفع الثمن العوائل اللي تضررت منه وانهيار الكثير من العوائل. وغيرها من القرارات التي تلحق بالضرر لمن يعانوا منها

مسألة التهديد بحسم الدرجات تثبت العجز والتكاسل وعدم القدرة على إيجاد حل توافقي يستطيع عليه واضع القرار الساعي إلى ترويجه على وسائل التواصل المتعددة وكأنه الضامن للنجاح وهو البعيد عن الإنسانية في شهر فضيل.

لا أدري في أي حالة نفسية كان عليها صانع هذا القرار التهديدي وهو لا يرى أطفالاً في الصفوف الدنيا يعانون الإرهاق والعطش وطول المسافة وكذلك بقية الطلاب في مراحلهم المختلفة.

آباء وأمهات هم الذين يعرفون مصلحة أبنائهم وبناتهم ومعلمون ومعلمات يقطعون المسافات الطويلة ويُجبرون على ما ليس لهم يدٌ فيه.
المنصة المدرسية كانت حلاً فاعلاً ومازالت ولكن اعتساف القرار يجهض كل الحلول الممكنة.

نسبة غياب عالية كانت هذا اليوم في أغلب المدارس وهو ما يعني أن الطالب يردّ على وزارته ويقول كنتم تهددون المعلم بعدم التهديد بخصم الدرجات وها أنتم تهددون الطلاب بحسم الدرجات!!

المشكلة أن الوزارة أثبتت أنهم يعيشون فوق برج عاجي لايمت لواقعنا بصلة وإلى الشعارات والدورات التدريبية التي يعطوها للمعلمين ويمتحنوهم فيها
هم أولى أن يتبعوا مابها
لأنهم لو اتبعوها لاستطاعوا احتواء المشكلة وإيجاد حل بينهم وبين أولياء الأمور يرضي الطرفين.. بدل من تصعيدها ..والتهديد وكأننا نتعامل مع مجموعة مراهقين لايعرفون إلا لغة التحدي وهذا بعيد عن المنصب الوزاري إذ يجب أن يتسموا بالهدوء وحل المشاكل بلاعنجهية كنت آمل أن يكون الحل وديا بدل أن يخرج عن السيطرة ولو أنهم ألموا بأبعاد المسألة.. لوجدوا أن الأهل لم يتحدوهم بل لأن الأهل انتهت حدود طاقتهم وهكذا كان النتاج.

آمل أن يتعاملوا مع أولياء الأمور على أنهم شركاء بناء للمستقبل وليسوا موظفين أو من العامة التي لادخل لها.
كما نأمل أن يتعايشوا معنا بدل أن يبقوا في برجهم العاجي ويصدرون ماليس له بواقعنا صلة . نداء الي كل مسؤل انزلوا من الابراج التي تعيشون فيها الي ارض الواقع لكي يبدأ احساسكم يتفاعل مع المجتمع
نأمل دراسه القرارات لتتماشي مع واقعنا و ظروف حياتنا ونتحملها كبشر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى