مفتي روسيا يقيم مأدبة إفطار تكريما لسفراء الدول الإسلامية المعتمدين في موسكو بمناسبة شهر رمضان
كتبت – حسناء رفعت
أقام سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ومجلس شورى المفتين لروسيا، مأدبة إفطار تكريما لأصحاب السعادة سفراء الدول الاسلامية المعتمدين في موسكو بمناسبة شهر رمضان المبارك في قاعة الاحتفالات الرسمية بالادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية.
حضر المأدبة السيد أندريه رودنكو، نائب وزير خارجية الاتحاد الروسي، واصحاب السعادة السفراء ودبلوماسيون يمثلون 40 دولة من دول العالم العربي والاسلامي، والسادة نواب رئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية البروفسور ضمير محي الدينوف، وروشان عباسوف، ورفيق فتاح الدينوف.
واستهل سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين كلمته الافتتاحية، بكلمات الترحيب بالضيوف الكرام، وبالتهنئة القلبية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، المقرونة بأطيب الاماني والامنيات بالسلام والامن والطمأنينة والرخاء لكل الشعوب الاسلامية والعالم.
وأكد سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين على أن الشعب الروسي متعدد الأعراق والاديان، بما في ذلك مسلمي روسيا، أظهرو دعمهم الكامل والمنقطع النظير للرئيس فلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، الأمر الذي يدلل بالموافقة الشعبية العارمة على المسار السياسي الحالي لرئيس الدولة، مشدداً بشكل خاص على أن حماية القيم التقليدية ومؤسسة الأسرة والأخلاق الحميدة، وتعزيز علاقات الوئام والانسجام بين ممثلي جميع الأديان، وبالطبع احترام الكتب السماوية المقدسة، والتي تم ترسيخها خلال فترة قيادة الرئيس فلاديمير بوتين للبلاد، حظيت باهتمام خاص من قبل جميع المؤمنين.
وفي حديثه عن العلاقات الدولية، أكد الزعيم الروحي لمسلمي روسيا على أن موقف دول العالم العربي والإسلامي غير المؤيد لفرض عقوبات على روسيا، والذي استمر في المحافطة على مستوى العلاقات والاتصالات ذات المنفعة المتبادلة وتعزيزها، هو موقف مهم بالنسبة لنا. وهذا مؤشر على توجه العالم نحو بناء عالم متعدد الأقطاب، ويشير أيضاً إلى السياق الجيوسياسي الحقيقي في عصرنا الراهن.
وفي كلمته، لفت سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين الانتباه مرة أخرى إلى محنة الشعب الفلسطيني الذي طالت معاناته، مشيراً إلى أن العالم الاسلامي يقدر عالياً موقف روسيا الثابت، وأن صوت روسيا مسموع في العالم الإسلامي فيما يتعلق بمصير الشعب الفلسطيني، والذي يدعو إلى ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، والخروج من الظروف المأساوية المستمرة منذ ما يقارب من 80 عاماً، ومشدداً على أن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة هو الحل الوحيد القادر على وقف وانهاء هذا الصراع الدموي.
واغتنم سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين الفرصة، بدعوته للحاضرين إلى المشاركة في احتفال ذكرى يوم القدس العالمي الذي يقام سنويا في المسجد الجامع بموسكو، في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك.
بدوره، نقل السيد أندريه رودنكو، نائب وزير خارجية الاتحاد الروسي التهاني القلبية للمشاركين في المأدبة الرمضانية نيابة عن وزير خارجية الاتحاد الروسي سيرغي لافروف، مقرونة بأطيب التمنيات الصادقة بالخير والازدهار والوئام الروحي والتفاهم المتبادل الذي يرمز إليه هذا الشهر المبارك.
كما شكر السيد أندريه رودنكو، نائب وزير خارجية الاتحاد الروسي رؤساء البعثات الدبلوماسية للدول الإسلامية المعتمدين في موسكو، والدول التي يمثلونها، وكذلك منظمة التعاون الإسلامي على خطهم الثابت في تطوير وتعزيز العلاقات الشاملة مع روسيا، والتي تؤكدها المشاركة الفعالة لممثلي هذه الدول ومنظمة التعاون الإسلامي كمراقبين دوليين للانتخابات الرئاسية الاخيرة في روسيا، وكذلك برقيات التهنئة الموجهة إلى رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين بمناسبة إعادة انتخابه لولاية دستورية جديدة.
من جهته، أعرب سعادة سفير الجمهورية اللبنانية في موسكو، عن شكره لسماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين على الدعوة وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وعن التهاني القلبية بمناسبة شهر رمضان المبارك، متمنياً لروسيا والشعب الروسي الاستقرار والأمن والتقدم والازدهار.
كما أكد سعادة السفير شوقي بونصار أن الفلسطينيين في غزة يعانون الآن بسبب العدوان الإسرائيلي، مشيراً إلى أن السياسة الخارجية لروسيا بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين تهدف إلى إحلال السلام ودعم حقوق الفلسطينيين.
وتخللت المأدبة الرمضانية، التي جرت في أجواء روحانية عطره وأخوية صادقة، عرضاً تفصيلياً لمشروع المعرض الدولي “تقاليد الإسلام في روسيا”، والذي أقيم بنجاح في بلدان مختلفة من العالم الإسلامي، وكذلك تقديماً لكتاب بعنوان: “التاريخ في المنمنمات: رحلة عبر صفحات الإسلام في روسيا” من اصدار دار ” اقرأ” للنشر.
وأشار رينات أبيانوف رئيس قسم الثقافة في الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، إلى أن القصص الرئيسية لتاريخ الإسلام في روسيا تنبض بالحياة بمساعدة المنمنمات، المستوحاة من التقاليد العالمية الغنية للفن الإسلامي.