حديث من القلب
✍مرشده يوسف فلمبان :
أسفت كثيرََا.. تألمت جدََا أن يصدر من فتاة بلادي مايسيء إلى مكانة بلادنا.. وتتذمر من مبادئها وشرعيتها وأنظمتها.. ودستورها.. تهرب منها إلى إحدى مجاهل الكرة الأرضية.. لأنها تضيق من قيود تحاصرها وتحاول كسرها.. ولكنها للأسف الشديد أنها تعيش في وهم كبير إسمه الحرية.. وزيف المدنية والحضارة الهشة غطت كل إحساس لها بالوطنية.. والإنتماء إلى وطن نشأت وترعرعت في ظلاله معززة مكرمة.. ففقدت روح الإنتماء بأوهام الزيف الحضاري.
ثم لاتفتأ الهاربة يهتز كيانها بشعور الندم.. والإحباط مماأصابها من فشل ذريع في أمنيات لم تتحقق.. ولكن قادة وطننا الأم كالأم تحتضن وليدها بحنان بالغ.
نحن في هذه العجالة نعيش في عالم من نسج خيال الحضارة الغربية المزيفة التي سحقت الطمأنينة بين ضجيج طغيانها.. خطواتناإلى الراحة النفسية والذهنية باتت تلفظ أنفاسها في مواجهة الواقع المضطرم في حياتنا.. حياة القلق والتوتر وحرب الأعصاب والصراعات.والتصدي أمام التحديات المقيتة.. وحين نصرّ على مواجهتها بحزم وقوة سوف يتلاشى الوهم.. وينهزم الزيف.. ويذوب جليد التبلد من قلوبنا.. فنصارع بثبات من أجل الحفاظ على كرامة الوطن وكيانه..
فكلما كان الصراع أعنف.. كان النصر أروع.. ومن الخطر السكوت على معتقدات فاسدة تهدم بناء الوطن الشامخ وتجر إليه الويلات.. آفات تعبث بأصابع خفية في ربوع بلادنا.. وتعيث فيها فسادََا دون محاربة.. فلو تقاعسنافي الدفاع عنها لفقدنا الولاء لهذا الوطن..
إن مشكلة الهروب عن الوطن بالضرورة أن تناقش.. هي قضية لايدرك أبعادها الحقيقية.. وخطرها على مجتمعنا المسلم إلا قلة نادرة من الناس هم أندر من الكبريت الأصفر.. أناس يمكن أن نقول عنهم أنهم.. يتحلون بالرقي الفكري والحضاري وأصبحوا في مستوى يحسدون عليه.
إن لدينا من الشباب من يملك طاقة ضخمة من الإرادة وشحنة نادرة من القدرة على الإنتصار على النفس والأهواء.. فلندع تلك الطيور المهاجرة الباحثة عن مجهول مخادع في مساحات الكون الواسع.. لكنها حتمََا ستعود.. تعود لحضن الوطن الأم يحتضنها ويحتويها.. وحنين عشق يشدها إلى تلك الأرض.. ستعود لتصطدم بملايين العيون الصافية.. وتعبُّ بظمأ لذيذ ملايين الإبتسامات.. إنها حقيقة نحسها قبل أن ندركها.. فالوطنية هو إحساس بالولاء إلى وطن بعينه..فبمجرد التفكير في وطن غير الأم خيانة كبرى في حق الوطن.. وإثم قاتل كل القيم.. وممزق جميع المباديء..فالمعني الوحيد الذي أحب أن أزرعه في نفس كل الشباب والفتيات أن العرب عرب دائمََا.. عرب أحبة.. عرب مواطنون.. عرب بالروح والوجدان.. ولوعبروا البحار.. ونأت بهم الديار..
فالتقدير السليم للأمور من صفات الإنسان المتحضر.. فلا ينبغي التشبث بالمظاهر الفارغة.. وإعطاء التوافه كل اهتمامنا حتى لانشذ عن الطريق إلى نهضة إجتماعية شرقية إسلامية منشودة.. لأننا شعب يريد الإرتقاء إلى مرتبة لائقة بتاريخ بلادنا الحافل بعظمة الأمجاد.. وطهر التراب.. ولنا شرف الفخر بأنها بلادنا ونحن شعبها الوفي بإذن الله..
إنه حديث من قلبي إلى قلب كل من تسول له نفسه بأن يتحول إلى طائر مهاجر فيكون صيدََا سهلََا بين مخالب العدو وأنيابه الزرقاء.. إنه ليس سردََا وحديث صحافة..فالصحافة لها دورها الفعال الذي يجب أن تؤديه في هذا الميدان ذلك لأنها لسان الشعوب ومرآتها وهي التي يقع عليهاالجزء الأكبر من هذا الواجب!!!
تحياتي َلصحيفتنا الرائعة.