مِـدادُ الجُـرح

الـشـاعـر فائق خالد أبوشاويش / غزة

 

يـا أُمـةً …

سَـحَـقـتْ لِـجـامَ صَـهـيـلـهـا

الأزرقُ النهريُّ مَــرَّغَ وجـهـهُ

فـي خُـبـزِ طـيـرٍ أخـضـرٍ

ما بـيـنَ صحـراءِ الجُـنـونِ وبـيـنَ ذاكـرةِ الـفَـرحْ .

ما عادتِ الـبـيـداءُ تـعـرفـكُـمْ ولا

حـتى سِـراج الخـيـلِ مُـنـذُ نـشـيـدِ بَـحـرٍ

كان مَــصـلـوبـاً

نَـبـيـاً ضـاقَ مِـن قـهـرِ الـمـنـافـي فـي رفـحْ .

بـيـتـي جـفـافُ الـبـرقِ يـنـفـخُ فـي ضـلـوعـي

عـاشِـقٌ يـتـلـو شَــخـيـر الـحُـبِّ

يُـزهــرُ بـالـرصـاصِ ورأسـي الـمـقـطـوعُ يـشـربُ قـهـوتـي

آنستُ ناركـمُ فـكُـنـتُ فـراشـةً

ماتـتْ تُـخـبـئُ ضـحـكـةً

لـمْ تـحـتـمـلْ طُـرق الـمَـعـاصـي فـي عَــناقــيـد الـبـلـحْ

غَــزَّه تَـمُـدُّ طُـلوعـهـا تحت السيـاطِ ولـم تـزلْ

ضد انحِـبـاس الشمس تـعـجِـنُ كلَّ آيـاتِ الـوصـالْ

ما بـالُـهـا هــذي الـدمـاءُ الـيَـعْـرُبـيّـةُ أوصـدتْ أبـوابـهـا

في مـطـبـخِ الـتـطـبـيـعِ عـصـفـورٌ يُـحـطـمُ سِـجـنـهُ

عـنـدَ اكـتـمـالِ ضَـراوة الإعـصـارِ

فـي الـطـوفـانِ يُــسـرجُ خـيـلـهُفـوقَ الشـواطـئِ والـرمـالْ

الجـوعُ يعـوي في بُـطـونِ أجـنـةٍ

مِـن أوّلِ الأوجـاعِ تَـعْـرجُ للسماءِ

عـلـى امـتـدادِ الجُـرحِ تعلو فوقَ مرتبةِ الجَـمـالْ

هـل يـكـسـرُ الـتـرحـالُ زورقـهُ الـغـبـيَّ

عــلـى صُـخــور الــوعــي أشـرعـتي تُـجـرجـرُ مـا تـبـقـى للـنـزالْ

مَـن ذا يُـجـيـرُ الإشـتـيـاقَ ولـوعَـتـي

في عـالـمٍ عـاتٍ يُـفـتِّـشُ عـن فـتىً للإغـتـيـالْ

هذا الغيابُ مناوئٍ

فـي نـفـسـهِ نـارُ الـولـوجِ إلى انـتـمـاءْ

يا غــزَّةَ الحـمـراءَ تـصـفـعـهـا الهُـمـومُ وتَـبـتـسـمْ

لـن نَغْــتـنِـمْ فُـرصَ الحـيـاةِ بِـهُـدنـةٍ

عـنـد انـسـحـابِ الـمـوتِ سَـطْــراً للـوراءْ

مَــزِّق جِـدارَ الـغـيـمِ واعـلِـنْ للـورى

ذاكَ الـفــتـى فـي الـقـدسِ قـد نَـشـدَ الـضـيـاءْ

 

******

الـشـاعـر / فائق خالد أبوشاويش

عضو الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى