المرأة الفلسطينية تكافح لنصرة وطنها وتتحمل الموت والدمار والجوع والعطش والفقد
في اليوم العالمي للمرأة
✍ د. وسيلة محمود الحلبي :
يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة، وسط ظروف عصيبة تكابدها المرأة الفلسطينية، التي هدرت كرامتها وانتهكت حقوقها في ظروف من القهر والتمييز والعنف الممنهج، لم يسبق أن شهد العالم له مثيل.
ويحتفل العالم أجمع باليوم العالمي للمرأة، إلا أن المرأة الفلسطينية مازالت تدفع ثمناً باهظاً مقابل الحرية والكرامة، حيث إن هذا اليوم يأتي على المرأة الفلسطينية بإطلاق النار عليها بدم بارد في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال “الإسرائيلي” على المدنيين والأطفال والنساء، وهدم منزلها وقتل زوجها وأبنائها وتعذيبها وإجبارها على النزوح وتجويعها.
وفي هذا اليوم تتجه الأنظار للأوضاع المأساوية للمرأة الفلسطينية، التي تتحمل وطأة ويلات الحرب وتداعياتها، من تهجير ونزوح من منطقة إلى أخرى في ظروف كارثية تنعدم فيها أدنى مقومات الحياة، ناهيك عن مواجهة احتمالات فقدان المعيل والترمل وحماية الأطفال وإطعامهم والعناية بهم في ظروف قاسية من شبح المجاعة التي بدأت تحصد الصغار قبل الكبار. وفي ظل هذه الحرب أخذت المرأة الفلسطينية على عاتقها مهمات كثيرة، معظمها أعمال شاقة لا تتناسب مع طبيعتها الجسدية.
اليوم بكل أسف وبكل حزن وألم تتحدث الأرقام حيث إن جيش الاحتلال قتل 8,900 شهيدة من النساء، وأصاب أكثر من 23,000 امرأة جريحة، وهدم مئات المنازل فوق رؤوس النساء الفلسطينيات، وبات في عداد النساء المفقودات أكثر من 2,100 امرأة فلسطينية مازالت تحت الأنقاض أو أن مصيرها مازال مجهولاً نتيجة هذه الحرب التي جعلت 60,000 سيدة حامل تعيش حياة قاسية، تفتقد خلالها لأبسط متطلبات الرعاية الصحية والطبية، ومنهن المئات اللواتي فقدن أبنائهن أو مواليدهن أو أجنتهن نتيجة القصف والخوف والقتل.
وتأتي هذه المناسبة في ظل وجود أكثر من نصف مليون امرأة فلسطينية نازحة في تعيش حياة بالغة الصعوبة، لا تتمكن خلالها من الحصول على أدنى حقوقها، ولا تستطيع الحصول على الغذاء فتعيش المجاعة كما أنها تبحث عن الغذاء والدواء والإيواء فلا تستطيع توفير كل ذلك في ظل هذه الحرب الوحشية، إضافة إلى اعتقال الاحتلال للعشرات من النساء الفلسطينيات اللواتي يتعرضن للتعذيب الجسدي والنفسي.
إن المرأة الفلسطينية في يومها العالمي في أمس الحاجة إلى الدفاع عن حقوقها ومتطلبات حياتها كافة، لا أن يتم قتلها واعتقالها وإجبارها على النزوح والتهجير.
في هذا اليوم وكل يوم فإنني أحيي صمود المرأة الفلسطينية في ظل ظروف حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال وفي ظل هذه الظروف الصعبة التي تعيشها، وأثمن دورها في بناء المجتمع الفلسطيني وتعزيز صموده.
لطالما كانت المرأة الفلسطينية مثالاً ورمزاً للصمود والعزيمة، فهي تشارك جنبا إلى جنب مع الرجل في مختلف مجالات الحياة، وتقدم تضحيات جسام في سبيل نيل حقوقها وحقوق شعبها وأبنائها.
واليوم نناشد دول العالم أجمع أن ينصف المرأة الفلسطينية وينقذها لكي تتمكن من العيش بكرامة وحرية، كما نطالبهم بإنقاذ المرأة الفلسطينية من جرائم الاحتلال المتواصلة بحقها من قتل واعتقال وإهانة وتعذيب وإجبارها على ترك منزلها ومدينتها ووطنها.
*سفيرة الإعلام العربي
*عضو الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب