كمال المرأة
✍ صالح الريمي :
في بعض المجالس يدور في حواراتهم وتتناقلها السنتهم وتحملها أفكارهم حتى تجذرت في عقولهم وترسخت في قلوبهم وهمً وفكرٌ خاطئ، بأن المرأة “ناقصة” مستشهدين بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: (مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ)..
فلماذا يُعتقد أن الحديث هو نقص للمرأة؟ وهل الحديث فيه نقصٌ للمرأة أم لا؟
من يكمل الحديث الحديث الشريف ويتأمل في النص النبوي، لا يرى أنه يدل على نقص المرأة، بل يتضح أن هذه الفكرة غير صحيحة بتاتًا، فالله عزوجل خلق المرأة في أحسن تقويم، أي في كمال، ومن كمال المرأة أن تكون على طبيعتها الأنثوية سواء تعلق الأمرُ بتقويمها العاطفي والمعنوي أم العقلي المادي.
قال لي غير واحد مفسرًا الحديث بأنه إهانة للمرأة وحط من كرامتها ومنزلتها في المجتمع ونفي صفة التفكير والعقل عن سلوكها وتصرفاتها، وفي أكثر من مرة أردُ على بعضهم بأن الحديث ليس نقصًا للمرأة بالعكس هو كمال للمرأة، لأن الحديث يشرح لنا طبيعة المرأة من ناحية تكوينها الذي يغلب عليها العاطفة، وهذا ليس عيبًا بل ميزة تناسب مهمتها في الحياة..
فمن طبيعة المرأة أن تعطي الحنان أكثر ومن التفكير العقلي أقل، وهي التي تحنو وتمسح الدمع وتصنع الإبتسامة وتمسح تعب اليوم وشقاءه عن زوجها وأولادها أول بيتها، ولا يتم هذا بالعقل ولكنه يتم بالعاطفة، إذًا هذا الحديث هو كمال في حق المرأة.
الرجال الناجحون هم أكثر الناس تقابلهم أزمات متعددة أثناء سعيهم المتواصل نحو القمة، والمرأة لاشك من أقوى العوامل التي تساعد الرجل على إستعادة توازنه وتجدد حياته نحو القمة..
فالمرأة لها عقلها ورجاحتها، ولكن العاطفة عندها أقوى من العقل، ولو لم تكن العاطفة أقوى لما سهرت الليالي بلا نوم بجوار أبنها المريض ولما عاشت وتحملت مع زوجها وأولادها الأزمات وما استطاعت أن تتحمل مشقة التربية وصعابها..
كمال المرأة هو في تشبثها بطبيعتها الأنثوية التي تتمثل في عاطفتها الجياشة ومشاعرها الفياضة ودفءُ حنانها ووجدان مشاعرها، إذًا يا سادة يا كرام حديث النبي عليه الصلاة والسلام هو كمال في حق المرأة وليس نقصًا.
*ترويقة:*
من منظور وتفكير عقلاني واضح لا تلاعب فيه ولا تحايل، خلق الله آدم خلقًا عظيمًا كاملًا، ولكنه بعد ذلك أقتص منه جزء ليخلق حواء، فأصبح آدم (الرجل) ناقصًا كون الله أقتص منه جزء وحواء (الأنثى) كاملة كونها لم يتم إقتصاص شيء منها ليخلق الله شيء آخرًا، بل إنها أكمل الخلق وآخر شيء خلقه الله، فما أكمله من خلق وما أعظمه من رب.
*ومضة:*
يقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا}، وقال تعالى: {خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا}.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*