فك القيد وانطلق
✍عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون :
كثيرون من الناس يعيشون اليوم على معايير ومقاييس عاشوها وهم صغار، وقد تكون قبل 20 أو 30 سنة، فكانت قرارات الصغر على ما كنا قادرين عليه، وتصبح هذه قوقعتنا الزجاجية التي نعيش في داخلها وتتحكم فينا، أصحاب السيرك يقيدون الفيل الضخم بحبل برقبته ثم يربطونه مغروز بوتد في الأرض، والفيل يمكنه أن يقلع الخيمة بكاملها دون أي جهد يذكر، ولكن الفيل لا يتحرك ولا يحاول، لأنه تم برمجته منذ الصغر، فقبل أن يكون قويا كانوا يضعون الحبل حول عنقه ويربطونه في وتد على الأرض، فيحاول الفيل الصغير الفكاك منه بكل قوته ولكنه لا يستطيع، حتى يأتي يوم يستسلم فيه الفيل إلى قناعة ليست صحيحة أنه لا يمكنه التخلص من الحبل، وبعدها لا يحاول مرة أخرى، وهكذا البعض يقول هذا، ويكرر أنا لا أستطيع، هذي طبيعتي، هذي حياتي، فلا يراها قيودا فقط، بل يراها جزءا من هويته، وأنت بالتأكيد غيرت بعض تصوراتك في ماضي أيامك فأصبحت شخصا آخر بنجاحات جديدة، كرر التفكر فيها، وإذا لم تتعرف عليها اسأل من حولك عن التغيرات الجميلة التي حصلت في حياتك وستجدها كثيرة جدا، ويمكنك الوصول إلى أقصى ما يمكنك الوصول إليه، فقط إذا أردت التغيير في أي شيء ارفع مقاييسك شيئا قليلا، مع تطبيق مستويات عليا من الانضباط الذاتي، وحدد بالضبط ما تريده في حياتك أو أيامك القادمة، ولكي تحصل على ما تريده من المؤكد أن تدفع له ثمنا من تفكيرك ووقتك ومالك وعلاقاتك، حدد الثمن الذي سوف تدفعه نظير هذه الأشياء، ثم اعقد العزم على دفع هذا الثمن ولا تتردد، فالمجال بإذن الله مفتوح لك على مصراعيه.