إختلاس اللحظات

✍مرشده يوسف فلمبان :

عبر عشرات السنين وفي لحظات وحدتها تمخر عباب خيالها شاردة الذهن.. حين حمل فتاها حقيبة الحب العذري.. وارتدى معطف السفر
وترك لها أروع الذكريات تحت ركام السنين.. وعبوس الدنيا.. تركها في خضم الذهول.. تخيلت طيفه الهارب.. يتجول أجواءها.. تذكرت معه سعادة لم يعد لها وجود.. وبللت شالها المعطر بأريج عطره.. بدموع الأسى.. ثم ماهي إلا لحظات تبدل الحال.. وتغيرت الأجواء المدلهمة بالكدر إلى
أجواء مدججة بفيض من الأفراح.. وروعة اللقيا.. كل ماحولها تحول إلى حقيقة رائعة بين شآبيب لهفتها.تلاقيا تحدثت إليه بعد مضي عشرات السنين.. تعيد حكاية لقاءات في غابر الماضي الذي لم يمت :
أتذكر كنا نختلس سويعات من عمرنا المنسي دقائق معدودة في حذر.. وكأننا في مقتبل عمرنا نخاف من ضجيج المفاجآت.. ورقابة الأهل..؟
وكانت أيام حبنا مبعثرة بين اليقظة والترقب.. ونتشوق دومََا للحظات ننعم بها من فيوضات حبنا.
ياحبي الهارب في بيداء التلاهي والإنشغال.. أتخوف من افتراقنا مجددََا.. وأبكي لحظات البعاد
فيكويني حزني.. وأغسل بدموعي آثار ذكراك.. وأرفض أيامنا المسروقة.. أي حبيبي / ذوبان عمرنا بين لهيب البعد يرفض المسافات التي سرقت منا أحلامنا.. وانتزعت أفراحنا في لحظات لقائنا.
والآن أتمنى لو تلهث عقارب الساعات في الليالي المدججة بالعتمة.. وينبلج سنا الفجر الجديد لتتلاقى نبرات صوتنا بسوالف صباحات مسروقة إن لم نلتق.
وحين ترأف بنا أقدارنا عندما يتعذر اللقاء.. نكتفي بلقاء عبر المسافات كهمس العصافير.. يكفينا ذاك الحوار الساخن وعذب الكلام..
فمهما اتسعت دائرة الظروف بصعوبتها.. لاننسى قدرة من وضعنا أحبة نرفل بأجواء سعادة في زمن أجمل مما مضى!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى