جبل عير
✍ عبدالله عبدالهادي بخاري – المدينة المنورة :
جبل عير يعتبر من جبال المدينة المنورة وهو من أكبر جبالها، ويبعد عن المسجد النبوي (سبعة كيلومترات) تقريبا وقد ورد ذكره في الحديث النبوي الشريف كحد من حدود المدينة من الجهة الجنوبية، وهو أحد الجبلين المقصودين في قوله الرسول حينما أشرف على المدينة (اللهم إني أحرّم مابين جبليها مثل ما حرّم إبراهيم مكة، اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم).[1] يعتبر جبل عير من أهم المعالم المهمة في المدينة المنورة فهو جبل عظيم وشامخ يمثل أهم معالم الجهة الجنوبية كما يعتبر هذا الجبل هو حد حرم المدينة من تلك الجهة حيث جعله النبي ﷺ معلما لحدود هذا الحرم ففي الصحيحين من حديث إبراهيم التيمي أن رسول الله ﷺ قال المدينة حرم مابين عير إلى ثور.
لماذا سمى بهذا الاسم
سمي بجبل عير تشبيها له بظهر الحمار الممتد باستواء يبلغ طوله 2000 متر تقريب وعلق عبيد الله أمين كردي في كتابه الجبال المشهورة بالمدينة المنورة أن جبل عير تقرأ بفتح العين وسكون الياء ويقال عاير.
مغالطات عن جبل عير
أولًا:
ليس «جبل عير» من جبال جهنم، وما ورد في ذلك لا يصح سنده. فروى ابن ماجه (3115) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِكْنَفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أنس بن مالك، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ أُحُدًا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ، وَهُوَ عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ، وَعَيْرٌ عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ النَّارِ). وهذا إسناد ضعيف جدا، قال البوصيري: «هَذَا إِسْنَاد ضَعِيف» انتهى من «مصباح الزجاجة» (3/ 218). وقال الألباني في «ضعيف ابن ماجه»: «ضعيف جدا». وانظر: «الضعيفة» (1820). وروى الطبراني في «الكبير» (6505) عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ أَبِي عَبْسِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ أَبِيه، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أُحُدٌ هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ، عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، وَهَذَا عَيْرٌ يُبْغِضُنَا وَنُبْغِضُهُ، وَإِنَّهُ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ]). وهذا إسناد ضعيف، قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (4/ 13): «فِيهِ عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي عَبْسٍ لَيَّنَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَفِيهِ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُ». وضعفه الألباني في «الضعيفة» (1618). أما صدر الحديث: (أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ) فمتفق على صحته، رواه البخاري (2889)، ومسلم (1365).
ثانيا:
لا صحة لما يقال: إن النبي ﷺ نهى عن المبيت في جبل عير أو المبيت حوله، فإن ذلك لا أصل له. فلا حرج على أحد في المبيت فيه أو بجواره. ولا حرج في بيع الأراضي التي تحيط بجبل عير أو شرائها، إذا كان البائع يملكها ملكا حقيقيا. أما تسلقه والصعود فوقه فهو مباح، لم يرد فيه نهي عن النبي صلى الله عليه وسلم. وليس لجبل عير قصة تحكى، ولا يعدو أن يكون معلما من المعالم، نتعرف به وبغيره على حدود حرم المدينة النبوية. والله تعالى أعلم.
حقيقه تتعلق بجبل عير
“جبل عير” داخل في حدود حرم المدينة، لما روى البخاري (6755)، ومسلم (1370) عن عَلِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (المَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ)” (18/ 106):”عَلَى مَذْهَبِ الْجُمْهُورِ يَنْتَهِي حَرَمُ الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ، وَيَبْدَأُ الْحِل مِنْ خَارِجِ الْحُدُودِ الَّتِي حَدَّهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالَّتِي هِيَ جَبَل عَيْرٍ وَثَوْرٍ، أَوِ اللاَّبَتَانِ” انتهى. فعير وثور داخلان في حرم المدينة، فلا يجوز الصيد فيهما على مذهب جمهور الفقهاء.
عير الصادر وعير الوارد
هو جبل عظيم مشهور واقع في قبلة المدينة المنورة شرقي العقيق قرب ذي الحليفة وهو أحد حدود المدينة المنورة التي حرم الرسول عليه الصلاة والسلام الصيد بينها وفوقه جبل آخر بنفس الاسم ويقال له عير الصادر .