في جذور التاريخ ومنذ ثلاثة قرون .. قامات سعودية تتحدث عن ملامح يوم التأسيس في ديوانية الأطباء بالخبر
الخبر- مريم البراهيم :
جاءت تغريدة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في ذكرى يوم التأسيس والتي كتب فيها على منصة x “نحمد الله سبحانه الذي حقق لنا وحدة هذه الدولة المباركة وشعبها، ومسيرة الاستقرار لأكثر من 300 عام، والتي نحتفي معها بتاريخ هذه الدولة المباركة في يوم التأسيس وتلاحم القيادة مع شعبها” هي ايقونة الحديث الذي تجاذبه كلا من عضو مجلس الشورى فضل البوعينين ورئيس شركة أرامكو السعودية الأسبق عبدالله جمعه وعضو مجلس الشورى السابق كوثر الاربش.
وأكدوا خلال لقاء ديوانية الأطباء في لقائها رقم 86 الذي حمل عنوان (الاحتفاء بيوم التأسيس) مساء امس الاول بالخبر، على أن الاحتفاء بيوم التأسيس يمثل قوة دافعة للحفاظ على مكتسبات هذه الأرض بعمقها الحضاري وفلسفتها السياسية وموقظا للذاكرة الوطنية بمفاهيمها المختلفة تجاه النظرة إلى الذات والأرض، مشيرين إلى أهمية استذكار تضحيات رجال الدولة السعودية في مراحلها الثلاث لبناء دولة عصرية منافسة، ومشددين على أهمية الحفاظ على المكتسبات واستكمال البناء والنماء لتكون المملكة دوما في مصاف الدول العريقة والمتقدمة، مشيرين إلى الجهود الكبرى التي بذلها الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- الذي تولى إمارة الدرعية عام 1139هـ/ 1727م، في تأسيس الدولة السعودية الأولى والذي أخذ على عاتقه العمل على تحويل الدرعية البلدة النجدية إلى مركز استقرار لجميع البلدات النجدية، وتحرير منطقة نجد من الفوضى السياسية والجهل.
وقالوا ان الحكاية كُتبت، ونُقشت أمجاد الأبطال، وبُنيت دعائم الدولة واليوم نحتفي بها ونفرح بيوم التأسيس، واستحضروا عبارات خالدة لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان: “لدينا عمق تاريخي مهم جدًا موغل في القدم، ويتلاقى مع الكثير من الحضارات”. لذلك اليوم نرى احتفالات شبابنا وبناتنا مرتبط بهذا العمق التاريخي.
واستحضر عبدالله جمعة، بما معناه لترجمة توجيه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل -طيب الله ثراه- موحد هذه البلاد، عندما تضرر العمال السعوديين ابان اعمال مراحل التنقيب الأولى للنفط وكان يصرف لهم الرواتب بالروبية الهندية من عمليات الصرف ” يا صالح اسلام روح للشركة وقلهم يقول لكم عبدالعزيز انكم جيتوا هنا لخدمة هولاء المواطنين ويحتاجون معاشاتهم كاملة ادفعوا رواتبهم بالريال او بالقرش او سنأخذ حقهم مضاعف”، وهذا يؤكد قوة تلاحم هذه القيادة مع الشعب، كذلك استذكر مقولة وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، الخالدة والتي نستذكرها في يوم التأسيس “السعودية لم تؤسس بتوقيع قرار من الأمم المتحدة ولم تعطى لنا بعد إزالة احتلال بل أسسناها نحن بأنفسنا ولأنفسنا”.
وتحدث عبدالله جمعة، عن دور أرامكو في التطور في المنطقة الشرقية التي كانت تعتمد على الغوص والزراعة حتى اكتشاف “بئر رقم 7 بئر ام الخير” في عام 1938م وتصدير اول شحنة بترول في العام 1939م، مؤكدا ان المملكة لاتعاني من مركب نقص ضد الأجنبي لذلك دائما ما تقدم لهم الشكر نظير ماقدموه من خبرات بعد ان تم تحويل الشركة الى سعودية 100% في العام 1988م، وتناول اكبر التحديات التي واجهت الشركة ابان حرب الخليج الأولى والثانية واسما تلك المرحلة “بالبجعة السوداء”.
وتناول فضل البوعينين، مفاهيم تأسيس الدولة السعودية في مراحلها الثلاث، وتناول العديد من المزايا الاقتصادية للدولة الجديدة والطاقة المتجددة والتحول الوطني وبرامج الرؤية والميزانيات التريليونية للدولة وكيف تضاعفت خلال فترة قصيرة، ودور برامج الرؤية في الاستثمار في راس المال البشري وخلق الوظائف للجنسين “برامج تطوير القدرات البشرية” ومنها العمل على تدريب 500 الف موظف على رأس العمل والتوسع في الاكاديميات والكليات المهنية والابتعاث الخارجي وتوطين الوظائف وبرامج السعودة وخلق مزيد من الوظائف في القطاع الخاص.
فيما أكدت كوثر الاربش، ان يوم التأسيس سردية عظيمة تحكي قصة أمجاد .. ومسيرة فخر .. واعتزاز .. وكفاح تمتد لما يربو على ثلاثة قرون؛ واستذكار هذا اليوم والاحتفاء به هو اعتزاز بالجذور وعراقة التاريخ وعظمة الحاضر.. وقالت ان من أهم القرارات التي تصب في مصلحة المرأة السعودية هو قانون الأحوال الشخصية الذي جاء ضمن اهم خمسة أنظمة تم تطويرها، مشيرة الى ارتفاع معدل مشاركة المرأة الى 33% في سوق العمل منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 وانخفض معها معدل البطالة من 13.2% الى 8.2% والمستهدف 7%، والمحت الى اللحمة الوطنية وتناقلها بين عدة هويات منذ بواكير عمرها الا ان الهوية الوطنية تبقى الأهم.
وفي نهاية لقاء الديوانية بمناسبة الاحتفاء بذكرى يوم التأسيس تم تكريم المتحدثين من مؤسس الديوانية عبدالعزيز التركي.