محمد غاني _ الان نيوز
عرف يوم 27 فيفري من سنة 1792 تحرير وهران نهائيا و تطهيرها من الصليبيين الإسبان بقيادة المجاهد الباي محمد بن عثمان الكبير حيث قرر في الفاتح من صفر سنة 1205هجري الباي محمد الكبير أن يسترد وهران من الإسبانيين ,وأرسل إلى الداي يشاوره فالأمر ,فأذن له الداي عثمان باشا في ذلك ,فنادى الباي فالناس حي على الجهاد ,و أرسل إلى جميع نواحي معسكر رسالة ليخبر رعيته بما عزم عليه و صمم في تنفيذه ,فأتته الناس زرافات و وحدانا و أجتمع لديه جمع غفير من أهل كل ناحية من نواحي الإيالة الغربية في مدة أسبوع منذ انطلاق الخبر ,فجعل أهل تلمسان و فليتة و ما جاورها من القبائل تحت قيادة إبنه عثمان
و تكفل بقيادة أهل مازونة و مستغانم و قلعة بني راشد و قبائل نواحي الشرق محمد بن ابراهيم (صهر الباي) وجعل القسم الأكبر تحت قيادته (الباي) ,ثم اتفق مع علماء معسكر و ضواحيها ان يجمع الطلبة و المدرسين و قراءة القرآن بقصد الرباط بجبل المايدة على مقربة من وهران ليحبطو همة الإسبانيين ,و يحولو بينهم و بين من يأتيهم من الخارج من أسلحة و مؤن ,و كان عدد الطلبة يزيد عن خمسمئة طالب يرأسهم محمد بن المولود الغريسي و كان الأستاذ محمد بن عبد الله الجيلالي و الأستاذ طاهر بن حوا قاصي معسكر قد كلفهما الباي بإعطاء دروس للطلبة أثناء الرباط كما أمر بإنشاء ثلاثة طواحين بمسرغين خاصة بطلبة جبل المايدة ,و سهل لهم جميع ما يحتاجون إليه ومنع إنشاء المدارس في الإيالة ما عدا جبل المايدة ,فإنه قد رخص في ٱنشائها هناك ,و أمر منادي ينادي فالناس أن كل من سكن جبل المايدة يعفى من دفع الضريبة و إلى المرابطين بجبل المايدة يشيير احمد بن سحنون و راح الباي يعزز قواته بشراء الأسلحة من مختلف الأقطار فاشترى من الإنجليز بجبل طارق عدد. كبير من المدافع وكمية كبيرة من البارود و الرصاص ,واكترى سفنا من الإفرنج ليحملها بعدما ضمن لها الأمان و النجاة. عبر البحر ,ثم بعث أحمد بن هطال التلمساني مع قاضي المحلة إلى المغرب الأقصى ليشتريا سلاحا من هناك ,وبعث له قبائل الزوا كمية كبيرة من البارود الذي كان يصنعونه في جبالهم ثم أمر بصنع العربات لجر المدافع ,وعبد لها الطريق بين معسكر و وهران و أطلق صراح جميع المساجيين ليكونو عونا له على ما هو عازم عليه ,و في اثناء استعداد محمد الكبير للهجوم على مدينة وهران ,وإذ بزلزلة تحرك المدينة من لقصاها فتهدم معظم بناياتها ,ولقي عدد كبير من السكان حتفهم, و امتد تيار هذه الزلزلة إلى مدينة معسكر إلا انها لم تصب إلا بخسارة طفيفة جدا ,فتحرك من مدينة معسكر يوم الخميس في الثالث عشر من شهر صفر 1205
#بخمسة آلاف (الأصح خمسين ألف) مقاتل متوجها إلى مدينة وهران بقصد فتحها وبعد هجومات متوالية على أسوار المدينة قام بها جيش الباي في غضون أسبوعين ,قرر الباي أن يبقي جيشه هناك محاصرا البلاد بالغة منتهاه في الدقة و التنظيم حتى لا يتسرب للمدينة من الخارج أي شيء من المؤونة أو العتاد و في هذه الأثناء من الحصار ,توفي داي الجزائر عثمان باشا فخلفه حسن الخزناجي الذي كان قد تبناه الداي ,و منذ ذلك الحين اعطي لقب باشا و قد دام هذا الحصار إلى اول محرم 1206ه
حيث رفع الحصار بعض الضعف الذي لحقهم و ادى ذلك إلى ابرام الصلح بين داي الجزائر و سلطان إسبانيا بشروط ان يسمح لاسبانيا أن تبني مؤسسة قرب مرسى الكبير على أن يدفع مقابل ذلك مائة و عشرون ألف من الفرنكات بالصرف الفرنسي الدولة التركية الجزائرية و ان يسمح لها بالتقاط المرجان بشواطيء الغرب الجزائري و يسمح الإسبانية بشراء ألف شحنة من البر (القمح) الجزائري و ان يسمح للإسبان ايضا دون غيرهم من سائر الدول الإفرنجية بإرساء اجفانهم بمرسى الكبير شريطة أن يدفع الدولة التركية الجزائرية ثلاثة و ستين فرنك و ان تسلم مدينة وهران إلى الدولة التركية الجزائرية بجميع ما فيها من سلاح و ما عليها من بناء مثلما كانت عليه يوم خروج مصطفى ابو الشلاغم سنة 1732 و إخلاء مدينة وهران من جميع الجنود الإسبانيين في فترة لا تتجاوز ستة اشهر من يوم تحبير العقد و بعد فتحه لوهران توجه إلى الجزائر حيث استقبله الداي حسين باشا إستقبالا عظيما و منحه ريشة الإنتصار “النيشان” ثم عينه بايا على وهران و جميع الإيالة الغربية بما فيها تلمسان و حتى التيطري