المستشار الديني الشيخ د. جابر طايع يبارك تأسيس”الإتحاد الأفريقي للأكاديميين العرب والمستعربين”.. ويبعث برسالة تهنئة للبروفيسور الخضر عبدالباقي لتوليه رئاسة الاتحاد
القاهرة – حسناء رفعت
بعث المستشار الشيخ الدكتور جابر طايع، (أحد الرموز الدينية الأزهرية المصرية والحاصل على وسام الدولة للعلوم والفنون)، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف سابقا، ومستشار حزب مستقبل وطن، برسالة تهنئة على تأسيس الإتحاد الأفريقي للأكاديميين العرب والمستعربين، ومهنئا صديقه العالم الكبير البروفيسور الخضر عبدالباقي لتوليه رئاسة الاتحاد.
أعلن ممثلو ١٨ دولة عربية وافريقية تأسيس “الاتحاد الأفريقي للأكاديميين العرب والمستعربين”، واتفقوا على خلق إطار مدني يحتضنه المغرب ويوطن مرحليا بكلية الاداب والعلوم الإنسانية، ويخلق اطارا مشتركا للتفكير العلمي المنتظم حول قضايا القارة، ويخلق حاضنا للمثقفين المستعربين بجنوب الصحراء وإبداعاتهم، ويوحد مجهودات النخب الإفريقية ويعزز انخراط هذه النخب في تقوية المشترك بين الدول الافريقية، ويشكل إطارا للترافع عن وضعية الثقافة العربية بالمجال في اطار من الالتقائية مع باقي الفاعلين والمؤسسات القارية والحكومية والمدنية.
جاء ذلك في توصيات المؤتمر الدولي “الناطقون بالعربية في افريقيا جنوب الصحراء بين مطالب الهوية وأسئلة المرحلة”، الذى نظمته جامعة ابن زهر وكلية الآداب والعلوم الإنسانية ومختبر المغرب في افريقيا: التاريخ والذاكرة والمحيط الدولي، بشراكة مع المركز النيجيري للبحوث العربية والمعهد الإسلامي بدكار، واتحاد الجامعات والمعاهد الخاصة بتشاد، وجامعة السلام ببوركينافاسو، والجامعة الاسلامية بمنيسوتا، بمنطقة اكادير، المغربية فى الفترة من 24-26 فبراير 2024. بمشاركة 45 باحثة وباحثا يمثلون 18 بلدا من جنوب الصحراء ودول عربية، إلى جانب باحثين يمثلون مختلف الجامعات الوطنية، وبمشاركة عدد معتبر من الجامعات والمعاهد وبنيات البحث.
وقد أسند المؤتمر رئاسة الاتحاد للبروفيسور الخضر عبدالباقي محمد ،رئيس المركز النيجيري للبحوث العربية، والبروفيسور محمد النظيف يوسف، الوزير السابق وامين عام اتحاد الجامعات والمعاهد الخاصة والأهلية بافريقيا، باعتباره رئيسا شرفيا للاتحاد، والدكتور محمد بوزنكاض، أمينا عاما للاتحاد من المغرب.
وبعث المشاركون، ببرقية شكر وامتنان لمقام صاحب الجلالة أمير المؤمنين الملك محمد السادس على ما يوليه المغرب من عناية وامتنان وما يقدمه من خدمات جليلة للبلدان الافريقية المختلقة. واشادوا بالدور الرائد للمغرب في التنمية الثقافية والتأطير الديني ممثلة في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات.
وتعد هذه المبادرة الاولى من نوعها التي يشارك فيها هذا العدد من الباحثين من مختلف دول القارة الافريقية، والذين تداولوا على مدى ثلاثة أيام حول قضايا تهم وضعية اللغة والثقافة العربية بجنوب الصحراء، وسيرورة انتشار العربية وقنواتها بالمجال، ودور المغرب في تعريب هذه المجالات، إلى جانب مقاربة قضايا اللغات الافريقية والهوية وغيرها من القضايا الراهنة التي تشكل مشتركا بين مختلف دول القارة، ويتأسس هذا الاختيار على الوعي بتشابه السياقات ووحدة انشغالات دول القارة، مما يجعل من الثقافة أولوية تحظى براهنية في تناولها العلمي لمختلف قضايا المشترك الإنساني والحضاري.
وقد شكل الحدث مناسبة للاحتفاء بالثقافة العربية الإسلامية ورموزها في أفريقيا جنوب الصحراء، وخطوة في اتجاه تطوير الدراسات الافريقية بالمؤسسة الحاضنة عبر عرض علمي متنوع وغني معرفيا ومنهجيا لطلبة الجامعة وغيرهم من الطلبة الذين توافدوا على التظاهرة من مختلف المدن والمؤسسات.
وجاء تنظيم هذا المؤتمر في إطار انفتاح الكلية والجامعة وبنياتها المختلفة على محيطها الإقليمي والدولي، وتعزيز الشراكة جنوب-جنوب واعطائها المضمون الذي ارتآه لها صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله، باعتبارها الخيار الأمثل لتنمية دول المنطقة، علما بأن أن أفريقيا عموما ودول جنوب الصحراء شكلت دائما أفقا بحثيا وحقلا معرفيا واعدا مميزا .
كما يندرج هذا المؤتمر في إطار انخراط المؤسسة في مواكبة اشتغال البلاد على تقوية الشراكة المغربية الأفريقية في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية بمجهود علمي وأكاديمي رصين يسهم في وضع أسس الدراسات الأفريقية وتطويرها مما من شانه أن يعزز التراكم المعرفي المفضي إلى فهم أعمق لأفريقيا ومجتمعاتها، ويتيح تجديد البحث في أسس العلاقات المغربية الأفريقية في أفق تكوين خلفية معرفية توجه الفاعلين في المجال، بما يعيد الاعتبار للمثقف وأدواره في تنمية دول المنطقة وتغذية المشترك الحضاري بينها.
وتزامن انعقاد المؤتمر مع الذكرى الاربعينية لتأسيس كلية الآداب والعلوم الإنسانية وتتويجا للتراكم الذي حققته هذه المؤسسة وبنياتها البحثية تكوينا وتأليفا، بالإضافة إلى سياق أخر مرتبط بالاحتفال الافريقي باللغة العربية كلغة رسمية للاتحاد الافريقي يوم 22 فبراير 2022.
وقد حقق المؤتمر منذ الإعلان عن تنظيمه تفاعلا كبيرا من الباحثين الراغبين في المشاركة او حضور هذه الفعاليات، كما شهدت الجلسات العلمية نقاشا علميا غنيا وهادفا، وتتبعا إعلاميا استثنائيا، مما جعل من المؤتمر فضاء للتفكير والنقاش العلمي الهادف حول قضايا راهنية ترتبط بواقع ومستقبل دول المنطقة.
وكان من نتائج المؤتمر أيضا وضع أسس شراكة علمية فاعلة وهادفة بين جامعة ابن زهر وكلية الآداب والعلوم الإنسانية والمؤسسات الجامعية والأكاديمية الممثلة في المؤتمر من قبيل: الإشادة بمبادرة المؤتمر والشكر لجامعة ابن زهر وكلية الآداب والعلوم الإنسانية على المجهودات التي بذلت لإنجاح هذه التظاهرة الدولية الكبيرة، والتي حققت نجاحا كبيرا على مخالف المستويات، والدعوة إلى مأسسة هذا التوجه وتعزيزه وضمان استمراريته،تحت إشراف رئيس الجامعة.
وفي حفل رسمي تم توقيع اتفاقية شراكة متعددة الأطراف تجمع خمسة عشرة مؤسسة جامعية ومعاهد ومراكز بحثية وعلمية/ جامعية عمومية وخاصة، تشتغل في مجال الدراسات الافريقية وقضايا القارة، في إطار خلق إطار للتعاون والشراكة بين المؤسسات الجامعية، وتطوير البحث العلمي المنتظم حول قضايا القارة.
كما تم الإعلان عن مبادرات علمية نوعية من شأنها المساهمة الفعالة في تنزيل توصيات المؤتمر وتعزيز الشراكة بين الدول الافريقية، حيث أعلن عميد كلية الاداب والعلوم الانسانية، جامعة ابن زهر تأسيس مجلة علمية مخصصة للدراسات الافريقية، كما اعلن رئيس جامعة شنقيط العصرية بموريتانيا خلال المؤتمر عن تأسيس كرسي للدراسات الافريقية بالجامعة.
ودعوة الدول العربية في افريقيا خاصة المغرب إلى تشجيع الثقافة العربية بافريقيا جنوب الصحراء، وتبني مبادرات تعزز حضور الثقافة العربية في الحياة العامة بدول المنطقة من مؤسسات تربوية ودعم حركة التأليف والنشر واحتضان الباحثين والطلبة المنحدرين من الجموعات الناطقة بالعربية بالقارة.