رجل بألف “فريح العقلا” 4*

✍ صالح الريمي :

*مقتطفات من حياة الشيخ فريح العقلا.. 2*

– أتت وفاة الشيخ فريح العقلا مؤثرة في نفس الكثير ممن يعرفه عن كثب، حيث خاض الشيخ فريح العقلا معركة طويلة مع المرض، محتسبًا وصابرًا على الابتلاء، في رحلة صحية حفلت بالكثير من التحديات، وللأسف الشديد، أنتقل إلى جوار ربه ظهر اليوم، الاثنين التاسع من شهر شعبان لعام 1445 هـ الموافق 19 فبراير 2024، في مدينة جدة.

– إن القلم ليعجز واللسان يتلعثم والكلام يقصر في ذكر محاسن ورثاء الشيخ فريح العقلا رحمه الله، ومهما كتبت فلن تتمكن كلماتي أن تستوفيه حقه، لقد رحل الشيخ فريح العقلا وهو أحد أكبر أعيان ورجال جدة الخيرين تاركًا خلفه إرثًا عظيمًا متنوعًا، من العلاقات المتميزه ومن الطيبة ومن التواضع ومن حُب الخير وحُب المساكين، علاوه على ماقدمه من مساعدات.

– نعم رحل.. رحل الشيخ فريح العقلا إلى رحمة الله، وهذه هي سنة الحياة، لكن ذكراه الطيبة وسيرته العطرة ستظل باقية في ذاكرة أهله وأصدقائه ومحبيه وكل من عرف ذلك الرجل، وستظل أفعال الخير التي قدمها خالدة بعد رحيله وهي بصمة رائدة بعد وفاته كما كانت في حياته.

– اتصف الشيخ فريح العقلا رحمه الله بأهم صفات رسول الله صلى الله عليه وسلّم الذي يعطي عطاء من لا يخشى الفقر! وعرف الفقيد في الرخاء والشدة مُنجِدًا ومسارعًا إلى الخيرات بإذن ربِّه صانعًا للمعروف تقربًا إلى مولاه، ولهذ كان لزامًا علينا أن نظهر محاسن رجلٌ يستحق منّا كل الشكر والتقدير فمن لا يشكر الخلق لا يشكر الخالق.

– كان الشيخ فريح العقلا رحمه الله إمامًا لجامع الأمير منصور في جدة لفترة طويلة من الزمن، وهو أشهر رجل في العطاء ويعتبر شيخ الفقراء والمساكين والأيتام والمرضى، وهو مؤسس لكثير من الأعمال الخيرية، وأهمها المشروع الخيري للمساعدة على الزواج بمحافظة جدة.

– كان للشيخ فريح بن علي العقلا رحمه الله دور بارز في العمل على مساعدة الشباب على الزواج، وهو ما يعكس اهتمامه البالغ بالمواضيع الاجتماعية ذات الأهمية العظيمة للجميع. وقد قام بتنفيذ مشاريع ومبادرات تهدف إلى دعم الشباب في رحلتهم نحو تكوين أسرهم، وذلك من خلال توفير الدعم المعنوي والمالي، وتشجيعهم على الارتباط بمبادئ وقيم إسلامية تعزز استقرار الأسرة.

– كان الفقيد الشيخ فريح العقلا رحمه الله أثرًا إيجابيًا في المجتمع، رمزًا للعطاء والرعاية، حيث قدم دعمًا كبيرًا للفقراء والمحتاجين والأيتام، بالإضافة إلى رعايته للمرضى، وترك وراءه إرثًا يحمل قيم العطاء والإحسان، وسيبقى في ذاكرة الناس كشخص قدم الخير والمساعدة للآخرين، ورعاية للفئات الضعيفة والمحتاجة وسيتذكره الناس لكونه خيريًا ومفيدًا ويسعى جاهدًا لتحقيق الخير والتنمية في مجتمعه.

– كان الشيخ فريح العقلا رحمه وقورًا فيه الحلم والأنائة والحكمة، كان تقيًا ورعًا عابدًا زاهدًا عفيفًا ناسكًا بشوشًا خلوقًا وصولًا لأرحامه وأقاربه ومعارفه، وكان يسعى جاهدًا في قضاء حوائج الناس ويسدد ويقارب ويبشر ولا ينفر ويحنو على الضعيف ويسعى في تحقيق طلب كل من يفد إليه بجاه أو مال أو شفاعة، ميحاولًا لمن يرتاده أن يرضيه بما يستطيع.

– الفقيد الشيخ فريح العقلا رحمه الله، كان قدوة في الصبر والتحمل، وعنوانًا للإحسان في رعاية المرضى، منذ بداية معاناته الصحية في يناير الماضي وحتى لحظاته الأخيرة، أظهر شجاعة وإيمانًا عظيمين، مما جعل منه رمزًا للتحلي بالصبر والعزيمة في مواجهة الشدائد الصحية.

– اشتهر الشيخ فريح العقلا رحمه الله بعلمه الغزير وفكره المستنير، وقد ألف العديد من الكتب والمقالات في مجالات الفقه والتفسير والحديث. ومن أبرز مؤلفاته:
شرح زاد المستقنع في الفقه الحنبلي.
أصول التفسير.
دراسات في السنة النبوية.

*ترويقة:*
إذا أردت أن تبحث عن بعض مأثر الشيخ فريح العقلا رحمه الله، تجد شخصيته البسيطة عند محمود المصري حارس عمارة الشيخ، وستجدها عند سائق الشيخ في بنجلادش أو في اندونسيا، وهناك من يكشف جانب آخر من شخصية الشيخ عند أبو محمود السوري، وأبو حمزة القريب جدًا من الشيخ وهو بمثابة ابن للشيخ، وإذا سألت الكثير من الذين زمالوا الشيخ وعملوا معه أيام التعليم أو أيام المشروع الخيري أو المودة أو آخر أعمال الشيخ الوقف، وكل واحد من هؤلاء له قصه تكتب بماء الذهب.

*ومضة:*
أعلم أن الشيخ النبيل فريح العقلا رحمه الله لا يحب الإطراء والمديح في حياته، ولكن بعد وفاته يجب أن نقول كلمة حق يجب أن تُقال في حق رجل بذل منذ بداية شبابه ووقته وجهوده في سبيل نشر الخير ومساعدة الآخرين.

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

Related Articles

Back to top button