“عشيرة المريدي”.. الهجرة من نجد والعودة
عادت بعد 4 قرون
الرياض – متابعات :
لعب العديد من الأسباب أدوارا مختلفة في هجرة عشيرة المريدي من نجد إلى شرق الجزيرة العربية، والتي يعتقد أنها تضافرت لتشكل ظروفًا دفعت العشيرة إلى هذه الهجرة، وصولًا للعودة وتأسيس الدرعية.
وذكر مدير جامعة الحدود الشمالية سابقًا الدكتور سعيد آل عمر، أنه لا يمكن معرفة زمان قدوم عشيرة المريدي إلى شرق الجزيرة العربية، إلا أن المصادر ترجح أن ذلك كان في القرن الرابع الهجري.
وأرجع آل عمر الأسباب الرئيسية لهذه الهجرة إلى خلافات سياسية بين عشيرة المريدي والدولة الأخيضرية، التي كانت قائمة آنذاك في نجد، ليستقر بهم الرحال في منطقة غرب جبل الظهران تسمى الدرعية .
هجرة لأسباب سياسية واقتصادية
وأكد الباحث في التاريخ السعودي الدكتور راشد بن محمد بن عساكر، أن مزيجا من الأسباب السياسية والاقتصادية كان السبب وراء الهجرة، فيما رجّحت طالبة الدكتوراه في التاريخ الحديث، البندري بنت حاكم الفغم، أن يكون البحث عن الكلأ والمعيشة هو الدافع وراء هذه الهجرة .
ودعّم الأستاذ المساعد بشعبة التاريخ في جامعة حائل، الدكتور خاتم بن فضي الشمري، ما رجّحته “الفغم” حول أسباب الهجرة، إذ أكد أن إصابة “اليمامة”، المنطقة التي كانوا يسكنونها، بالقحط، بالإضافة إلى الضغوط السياسية، جميعا شكّلت العوامل الرئيسية في هجرتهم .
كما تناول المؤرخون والباحثون رحلة العودة إلى أرض الأسلاف، والتي كانت بعد 4 قرون من الهجرة، وتحديدًا في عهد الأمير مانع المريدي، إذ أكد عميد كلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود، الدكتور عبدالله بن محمد المنيف، أن راعي حجر اليمامة، “بن درع”، كان يرغب في الاستقواء بأبناء عمومته المتواجدين في المنطقة الشرقية، لذا دعاهم للقدوم .
وأشار “المنيف” إلى أن مصادر تاريخية نجدية متنوعة، تقول إن مانع بن ربيعة المريدي كان له دور كبير في تأسيس الدرعية، وتحديدًا منطقتي غصيبة والمليبيد، واللتين سكنتهما الأسرة السعودية منذ عام 850 هـ، وحتى عملية التأسيس .
كما أكد “الشمري” أن دور “المريدي” لم يتوقف عند تأسيس الدرعية، بل امتد بإيجاد تجمع سكاني فيها، واستثمارها زراعيًا، لتكون بعد ذلك إمارة آل سعود في هذه المنطقة .