بحضور المانع .. التوصية بتعزيز واستثمار منظومة ” السياحة العلاجية” في الدول الخليجية والعربية

دبي – الآن :

أختتمت في دبي اليوم فعاليات أعمال الدورة الأولى من مؤتمر الشرق الاوسط الدولي للسياحة العلاجية، وذلك بحضور رئيس الاتحاد العربي للامتياز في الحوكمة وزير الصحة السعودي الأسبق معالي الدكتور حمد المانع ، ووكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتي سالم الدرمكي ،ورئيس المؤتمر البروفيسور توفيق بن أحمد خوجة أمين عام اتحاد المستشفيات العربية ، والاستاذ لطفي الخليفي الرئيس المنظم للمؤتمر والشيخ مشعل القاسمي . 

وشهد اللقاء افتتاح معرض السياحة العلاجية المصاحب للمؤتمر بمشاركة حوالي 40 مستشفى وشركة سياحة طبية من الإمارات وتركيا وتونس والهند وماليزيا وأسبانيا متنوعة المجالات وبحضور أطباء من مختلف التخصصات الطبية في مجالات العلاج وجراحات والتجميل وزراعة الشعر.
وقال رئيس المؤتمر البروفيسور توفيق أحمد خوجة ، إن السياحة العلاجية تحتل مكانة متقدمة في اهتمامات الدول المتقدمة لما لها من فوائد متعددة على الاقتصاد الوطني، والتعريف بالدولة، وثقافاتها إقليميا، وعالميا ، وتشكل من أهم القضايا الحالية التي يضعها القادة والمخططون الصحيون في مقدمة الأولويات الاستراتيجية وهي جودة الرعاية الصحية، وسلامة المرضى، والابتكارات ، وذلك تحقيقًا للهدف الأسمى لتوفير الرعاية الصحية وهو الحفاظ على صحة المريض وعافيته جسديًا وعقليًا واجتماعيًا، وهو حق كامل للمرضى من المنظور المهني والأخلاقي ، إيماناً بدورها الرائد في تطوير وتحسين الخدمات الصحية وجودتها وتعزيز سلامة المرضى وترسيخ مفهوم جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى في السياحة العلاجية   . 

وأضاف : السياحة تعتبر من أهم الصناعات التي تسعى إليها العديد من الدول، وخاصة السياحة العلاجية، التي أصبحت من القطاعات السياحية المهمة في التجارة الدولية، نظراً لدورها الاقتصادي ، وهو أمر في غاية الأهمية، خاصة فيما يتعلق بزيادة الدخل القومي وتحسين مستوى ونوعية الموارد البشرية، وما قد يترتب على ذلك من آثار إيجابية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، ويلاحظ في هذا الصدد أن الوعي بأهمية هذه الصناعة لا يتوقف عند الدول المتقدمة ، بل إن العديد من الدول الآسيوية والأفريقية دخلت ساحة المنافسة في هذا المجال، مثل دبي، والمملكة العربية السعودية، وماليزيا، وتركيا، وسنغافورة، وتايلاند، وتونس الخضراء، والأردن ، حيث تمكنت هذه الدول من تحقيق نسبة عالية من مستوى الجودة والكفاءة، والإنجاز الطبي، كما أن لديها مستشفيات وأطباء مرموقين، تستقطب ملايين المرضى من مختلف أنحاء العالم الباحثين عن العلاج، خاصة أولئك الذين يبحثون عن علاج نوعي عالي الجودة وبتكاليف أقل .

ولفت خوجة إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تعد وجهة فريدة للسياحة العلاجية، وتتجسد روعة السياحة الطبية والروحية في الأماكن المقدسة ومياه البحر المنتشرة على طول سواحلها الخلابة، كما أن لكل محطة استشفائية خصائصها العلاجية الخاصة ، إذ أصبحت المراكز الاستشفائية التي تتيح لهم الابتعاد عن ضغوط الحياة، في دول مجلس التعاون الخليجي، وجهة سياحية علاجية للعرب والعالم أجمع، حيث توفر المراكز جميع احتياجاتهم في ظل نظام متكامل إشراف طبي على متخصصين في هذا المجال، ويكون بديلاً لهم عن الوجهات الأوروبية التي قد يواجهون صعوبات تتعلق ببرامج العلاج وارتفاع تكاليفها .

ودعا خوجة إلى أهمية وضع خطط واستراتيجيات متوسطة وطويلة المدى لإقامة السياحة العلاجية تتكامل فيها الجهود للارتقاء بعناصر هذه الصناعة من مستشفيات ومنتجعات وكوادر بشرية مؤهلة وأجهزة طبية ومعدات طبية وغيرها من الأدوات المهمة لتحقيق النجاح المنشود لهذا الموضوع ، وإذا نظرنا إلى الوضع بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي فإن الأمر يتطلب تكامل كافة عناصر هذه السياحة من مستشفيات ومنتجعات وفنادق وكوادر بشرية مؤهلة بالتنسيق مع الجهات الأخرى ذات العلاقة ، ويتطلب الأمر تسويقاً قوياً لذلك في دول مجلس التعاون الخليجي، مع تفعيل مكاتب العلاقات العامة والإعلام في الوزارات.، والحرص في هذا الصدد مع نظرائهم في المؤسسات والدوائر الحكومية والخاصة على التعاون وبذل المزيد من الجهود التنسيقية في هذا الشأن من خلال السفارات والاتفاقيات الثنائية المشتركة لتحفيز حركة التدفق السياحي بشكل عام والسياحة العلاجية بشكل خاص ، بالإضافة إلى مطالبة السفارات بالعمل الجاد على تفعيل السياحة العلاجية بين الجهات المعنية في دول مجلس التعاون الخليجي .

وأختتم خوجة حديثه بقوله:
هناك حاجة عربية ملحة لتحقيق تقدم شامل في هذا القطاع لجذب السياح من مختلف دول العالم، وتبادل الخبرات العربية ومراكز التميز العربية، وأيضا الاستثمار في هذا القطاع من خلال إنجاز المشاريع والمرافق الصحية والطبية، ومراكز بحثية عالية الجودة، وتطوير معايير الاعتماد الطبي، وتطوير خطة استراتيجية لتكوين أطباء وفرق طبية أكفاء يتمتعون بمستوى عال من المعرفة والخبرة والدراية والقدرة على المنافسة وإيجاد الحلول العلاجية التي يحتاجها المواطن العربي مما يغنيه عن السفر للعلاج في الخارج.

Related Articles

Back to top button