قل لها انك تحبها

✍ صالح الريمي :

قال تعالى مبينًا فضل الكلام الطيب الحسن: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُم ْيَتَذَكَّرُونَ)..
اليوم قرات في إحدى الصحف الإكترونية خبرًا أعتبره الأطباء بمثابة معجزة في عالم الطب الحديث، فقد أصيبت امرأة بمرض فقدت معه الوعي تمامًا مما أدخلها في حالة غيبوبة تامة..
واستمرت على هذا الحال عدة أشهر، ولكن زوجها لم ييأس من شفائها، وكان يجلس كل يوم بجانبها ليسمعها كلامًا لطيفًا وجميلًا، ويؤكد لها بأنه يحبها ويحرص على شفائها، ومع أن الأطباء سخروا من تصرفه إلا أن هذا الزوج استمر وأكد لهم أن الكلام الطيب له تأثير مذهل على النفس.

العجيب أن الزوجة الغائبة عن الوعي بعد فترة من الزمن استعادت وعيها بشكل مفاجئ!! وقف الأطباء مندهشين أمام هذه الحالة الفريدة من نوعها، فقد كانوا يتوقعون للزوجة أن تبقى هكذا عدة سنوات، ولكن كلام الزوج الجميل تجاه زوجته كان له تأثيره البالغ والمذهل عما عجزت عنه وسائل الطب الحديثة..
قد أودع الله عزوجل بين الزوجين شعورًا متبادلًا بالحُب والمودة، مما يؤدي إلى سكون الزوج إلى زوجته، وسكونها إليه أيضًا، وبالتالي تزداد بينهما الحُب والألفة والمودة والرحمة.

ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يكثر من الكلام الطيب مع زوجاته، ويعطيهن اهتمامًا بالغًا لدرجة أن آخر وصية أوصى بها بل وختم بها وصاياه كانت من أجل أن نستوصي بالنساء خيرًا..
هل علمتم لماذا أهتم النبي الكريم بمسألة النساء؟ هذا ما أكده علماء النفس اليوم بأن أجمل إحساس لدى المرأة أن تحس بقيمتها عند الرجل، وتشعر بأنها شيء كبير في نظره، مما يساعد على استقرار الحالة النفسية للمرأة بشكل كبير.

فالكلمة الطيبة صدقة، هكذا أخبر عليه الصلاة والسلام، والكلمة الطيبة لشخص غريب تؤثر في نفسيته إيجابًا، فكيف إن كانت الكلمة الطيبة للزوجة، كم سيكون أجرها وثوابها عند الله تعالى..
فيا معشر الرجال تصدقوا على نسائكم بحسن العبارات وطيب الكلام، واهتموا بمشاعرهن وعواطفهن واحاسيسهن واحتوهن بدفء العبارات اللطيفة والمشاعر الجميلة، ودومًا قولوا لهن: “أنك تحبها وستظل لها عاشقًا ووفيًا مدى الحياة”.

*ترويقة:*
يقول باحث في علم النفس البشرية:-
أن الكلام المليء بالحنان والعاطفة والرفق له تأثير مذهل على كل من الزوجين، ويخفف إلى حد كبير من التوتر في العلاقة وكثير من المشكلات بينهما.

*ومضة:*
قال الله تعالى: (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا)، من هنا ندرك عظمة الوصية النبوية الرائعة حيث قال عليه الصلاة والسلام: (وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا).

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى