” أنا شاعر أجمع بين الأصالة و المعاصرة و لي رؤيتي الخاصة الشعرية “
الشاعر الجزائري علي مناصرية ضيف جريدة الان نيوز
حاوره محمد غاني _ الجزائر
من الشخصيات الأدبية العربية الجزائرية الكبيرة التي سجلت و لا تزَال تسجل حضورا قويا في الحقل الثقافي و الأدبي بالوطن الجزائري و خارجه الشاعر علي مناصرية
الآن نيوز : أهلا بالشاعر الجزائري المبدع الكبير في ضيافة الان نيوز و كعادتنا قبل أن نلج في صلب الحوار من هو الشاعر علي مناصرية في ورقة مختصرة ؟
الشاعر علي مناصرية :مرحبا بجريدة ” الان ” و بمراسلها من مكتب الجزائر محمد غاني و كل طاقمها الاداري و الصحفي الشاعر العربي الجزائري علي مناصرية من مواليد 30 من شهر آذار( مارس) 1954 بتبسة ابن المجاهد الشاعر الشعبي محمد الأسود بن يوسف و المجاهدة الزهرة حداد بنت امحمد و هو المنظر والمشرف على فعاليات ملتقى ربيع الشعر المغاربي في طبعته الثانية التي نظمتها مؤسسة ترقية الفنون الثقافية والرياضية بمدينة البليدة مدينة الورود الساحرة سنة 2015 التي شارك فيها اكثر من 60 شاعرا من النخب الشعرية العربية منها شاعران من تونس وزجالين من المغرب و شاعر من العراق حيث إرتفى به إلى طبعته الدولية سنة 2016
الآن نيوز : فيما يفضل شاعرنا المحترم الكتابة ؟ و من أين و متى بدا دراسته الاولى ؟
الشاعر علي مناصرية : شاعر يجمع بين الأصالة والمعاصرة يكتب القصيدة الفراهيدية والحرة على السواء و له رؤيته الخاصة إلى الشعرية التحق بالمدرسة سنة 1962 بمدينة تبسة في بئر العاتر فالبليدة و اكمل دراسته المتوسط و الثانوية في هذه الاخيرة
الآن نيوز : و كيف ولج الشاعر علي مناصرية عالم الشغل كاستاذ متوسطة ؟
الشاعر علي مناصرية : انا خريج المعهد التكنولوجي للتربية/تاكبو بالمدية سنة 1982 بترتيب الثاني على مستوى المعهد.
و التحقت سنة 1982 بمتوسطة الشيخ العربي التبسي بقلب مدينة البلبدة أستاذا للغة العربية وآدابها فمتوسطة بوعينان بولاية البلبدة في السنة نفسها و رسِّممت في 12 من شهر أفريل 1983 لألتحق في العام الموالي للسنة الدراسية 82\83 بولاية تبسة أستاذا بالمتوسطة القديمة بمدينة بئر العاتر فالمركزية في المدينة نفسها ثم انتقلت سنة 1989إلى مدينة تبسة حيث درست في معظم متوسطاتها ثم إلتحقت بالمعهد الجهوي لتكوين إطارات التربية ” مريم بوعتورة ” بقسنطينة سنة 2001 نمط مدراء المتوسطات و تم تعييني بعد التخرج في السنة الموالية مديرا لمتوسطة نقرين فابراهية باشا بالكويف فبوديار بوبكر بئر العاتر فالبشير الإبراهيمي بتبسة فمتوسطة عقبة بن نافع بلحويجبات فمتوسطة بوتيغان بمدينة الكويف ثم إلتحقت بولابة قالمة سنة 2006 مديرا لمتوسطة رابح فيصلي ببلدية بلخير فمتوسطة الطاهر زغدودي بمدينة قالمة و عملت ملاحظا ومنسق ملاحظين في امتحانات شهادتي التعليم المتوسط و البكالوريا في كل من ولايات عنابة والطارف وسوق أهراس وسكيكدة وجيجل وتبسة و احلت على التقاعد في31 من شهر تموز اوت 2014
الآن نيوز : ما شاء الله على هذا الزخم المهني الكبير و دون ريب خول لك التقاعد التفرغ لممارسة الفعل الثقافي بكل ابعاده؟ و ما قصة اديبنا و مبدعنا الكبير مع الشعر ؟
الشاعر علي مناصرية :مداوم على الحضور بفعالية في المشهد الثقافي القالمي حيث بدأت قصتي مع الشعر تلميذا في المرحلة الابتدائية وكانت أولى قصائدي المحكمة في وزنها وقافيتها سنة 1976 وهي : رسول الموسيقى ـ الليلة الرهيبة
ثم طيوف الأسى سنة 1980 وهي أول قصيدة وجدانية كتبتها فكانت فاتحة خير لتطور موهبتي وملكتي الشعرية التي قفزت بسرعة إلى كتابة القصائد الملحمية العملاقة! والفلسفية التأملية فالوجدانية الرمزية محافظا بذلك على القصيدة العربية في بنائها مجددا فيها على مستوى اللفظة مبدعا للصورة الشعرية التي تثير الدهشة في المتلقي
الآن نيوز : علمنا من خلال الكواليس انك مارست عديد النشاطات و انخرطت عضوا فاعلا في جمعيات و ملتقيات ؟
الشاعر علي مناصرية : عضو سابق في اتحاد الكتاب الجزائريين و مشارك في العديد من الملتقيات الوطنية و الدولية آخرها المهرجان الثالث للشعر العربي بعمان العاصمة الأردنية ومحافظاتها : الزرقاء والبتراء واربد وجرش . وذلك من19إلى28 من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2016.
ـ رئيس المكتب الولائي للرابطة الجزائرية للفكر والثقافة بتبسة سنة 1999 و رئيس تحرير جريدة الوسيط ألمغاربي بتبسة سنة1999 و مؤسس جريدة الوسيط الثقافي بتبسة سنة1999 و أول من كتب الشعر في ولاية تبسة بعد الاستقلال! وأول شاعر في ولاية تبسة من جيل الاستقلال تبث أشعاره عبر امواج الأثير في برنامج مغرب الشعوب
بالإذاعة الوطنية منذ بداية الثمانينات! وأول من طبع له ديوان شعر .
الآن نيوز : على ذكر الطابع ما هي مجمل الأعمال المطبوعة ؟
الشاعر علي مناصرية : ديوان شعري تحت عنوان ( حنين إلى الزّمن الأخضر) من طبع اتحاد الكتاب ويضم أربع مجموعات شعرية هي ثورة في زمن الرّدة والرّداءة و شواهد على زمن الصّحوة و العباب الى جانب دراسة نقدية وصفية انطباعية لديوان الوزير الشاعر أبى جرة سلطاني (نار الدمار) و صلوات في محراب عقبة
الآن نيوز : و هل لشاعرنا العربي الكبير مشاريع اخرى للطبع
الشاعر علي مناصرية : نعم لي تحت الطبع العديد من المخطوطات منها المحرقة (01 ) في الهجاء و المخطوطة
” الشرق أنت ” و اختلاجات على هامش الشعر و قصائد مشفرة بالإضافة إلى المطرقة(في النقد.)
الآن نيوز : و هل لشاعرنا مواقف سياسبة معينة ؟
الشاعر علي مناصرية : أنبذ العنف إلا ما كان مجاهدة و مقارعة لأعداء الوطن و الدين. و أكره الاستبداد واؤمن بحق الشعوب في اختيار حكامها وتقرير مصيرها.و ادعمها في قضاياها العادلة دون تمييز عرقي أو ديني
الآن نيوز : و ماذا عن الاتجاه الفكري ؟
الشاعر علي مناصرية : أنا عربي إسلامي وسطي اؤمن بأن الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاق وسياسة واقتصاد وجندية ومصحف وسيف كما اؤمن بأن الجزائر العربية المسلمة كانت عربية و مازالت وستظل عربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها و أن شعبها شعب أبي و ما كان يوما سوى عربي كما اؤمن بأن ربها واحد و نبيها واحد و كتابها واحد ولسانها واحد و الفصحى لغة القرآن الكريم كما أني لا اؤمن باللهجات إلا تراثا يجب المحافظة عليه مشفها كما كان عبر التاريخ و أن لا نحملها فوق طاقتها بسعينا وراء تلويغها لأن ذلك في نظري ضرب من العبث الذي لا طائل من ورائه و قد يؤدي إلى تقسيم الأمة هذا إن لم يعد بها إلى العصر الحجري! لذلك فاني لا أؤمن بتلويغها حتى لو آمن بذلك كل الناس! وأقرتها الدساتير سواء صادق عليها الشعب أو لم يصاق و لن اغير موقفي منها ولو اضطر إلى العض على أصل شجرة وابقي على ذلك إلى أن القى الله.
الآن نيوز : الحديث معك شيق و لكن لكل بداية نهاية شكرا جزيلا على الصبر معنا في هذا الحوار الكبير
الشاعر علي مناصرية : سعيد بهذه الفسحة الاعلامية لكم مني جزيل الشكر و الامتنان تحياتي للجميع
” قصيدة العقبية ”
شـــرفٌ لديـكَ إذا عشقــتَ محمّــــدَا
وذكــرتـــَه والفاتحيــن مُجـــــــــدَّدا
شـرفٌ تكـونُ على المحجـــةِ طائــرا
يفــــد الوجــود مُحلـقًـا ومُغـــــــرّدا
حتّى تردّ على العروبـة مجـــدهــــا
مجــدا يقوم على الشريعـةِ مَقصـدا
صلّــوا عليـه كما شغفــتُ بذكـــــره
شغف المقيم على الصــلاة تهجّـــدا
وافتحْ سِجِــلّ الخالديـــــن بذكـــــــــرهم
تجد السبيــل إلـــى الخلــود مقيّـــدا
فالعلـــم صيـدٌ والكتابــةُ قيـــــــــدهُ
أكـــرمْ بعقبـــةَ صائغــــا ومــــرددا
للفتـــح بــابٌ لا يُتـاح لطــــــــارق
إلاّ الذي جعلَ الشهــــادةَ مـــوردا
ولذا يظلّ على القَعود مُحـــرّمــاّ
حتى يقوم إلى الجهاد مجــــــــرّدا
زحف التقيُّ على سبيطـل قادمـا
من أرض برقةَ لا يهاب من الـرّدى
اللـــه أكبـر يا بزنطـــــةُ فارحلـــي
ما عـــاد يجــدي أن أظــــل مهددا
فالعبد يأنفُ أن يعيــش مُــــــذللا
أنّــــى لحــــــرٍّ أن يكـــونَ مقيّـدا
يدعوك ربـي أن تبارك سعيـــــه
كم قـد دعـــاك وما رددت له يـدا
ذا المستجاب متى توسّلَ ضارعا
وجـدَ السبيـلَ إلى الفتوح مُمهـدا
أخلتْ وحوش الغاب مسلك زحفه
وسقا الغمامُ الجُنْدَ سقيـًا أرغـدا
للــه فــذٌ قـــد شغفــت بفضلـــــه
شَغـَفَ الصّفيّ بمن صفا وتــوددا
عن دين أحمد لم يضنّ بروحـــه
حتى ارتقى مرقى الشهادة سيـّدا
والنافق المرتدّ مزهق روحـــــهِ
بالخزي باء وفي جهنّمَ أخلدا
فتحُ البصائر والبواصر نهجه
وهْوَ الحريصُ على الهداية بالهدى
إحدى الثلاثة قد تبين عرضــها
والسيف يكفُلُ من أبـى وتمرّدا
رقصتْ (تفَسْتُ) على وقائع خيله
ترجو الخلاص لأهلها لمّا عدا
نار الضلالـة قـد تقادم عهدهـا
آن الأوان لكـي تــزول وتخمـدا
فالشّرك ظلـمٌ لا يليق بمسلــم
والدّيـن يقضي أن يكون مُوحِّدا
في القارةِ الخضراءِ عسكرَ جندُه
عَجِــلاً يُعِدُّ لكي يردَّ مَـــنِ اعْتَـدى
حتّى استبان من الدمستُقِ غفلة
والغيــث ينـــزلُ لا يُـردُّ لهُ صدى
ثُقبَ الجدارُ وما الجدارُ بمانـــع
عَبْد الإله لكي يصول على العِدا
هلك الطغاة الظالمون بظلمهم
والمكـرُ حـاق بجيشهم فتبــددا
خَلَّدْتُ عقبةَ في روائعِ طَفرتي
وأظلُّ أطفرُ كي يظلّ مُخلّـــــدا