حكاية صورية
الفصل الثاني
✍ فايل المطاعني :
يا حبيبي يا كبر حبك
وانا ذابحنى الغلا
( أجمل هدايا العمر )
كانت الفرحة لا تسع ( خلود ) لأول مرة تعرف معنى كلمة ( سند )
نعم ‘سند’ يحميها من الدنيا
و تستطيع أن تبوح له بحزنها وفرحها،وايضا تدلل عليه
كما تفعل اي بنت في مثل عمرها
لقد شعرت بالسعادة
قائلة لنفسها:السعادة هي لحظات تقضيها ،مع من تحب،لا تهم الاماكن، مجرد حدث ولكن الأهم وجود من تحب في ذلك المكان تلك هي السعادة الحقيقية،واخذت تصرخ بفرح وصوتها يتلاشي مع هدير البحر
( عيشي اللحظة)
ورجعت إلى النافذة، لمشاهدة البحر و أمواجه الهادئة، وهي لا زالت ممسكة بالهاتف ،وكأنها لا تريد لصوت ( عبدالله ) أن يرحل
تريده أن يبقي معها
ويشاهد لحظات الفرح على محياها، منذ ثلاثة سنوات والسعادة ترسم خطوط عريضة لحياتها القادمة مع حبيبها.
تلك هي سنوات حبهم ،لم تشعر بتلك السعادة العاتية،او لنقل الجارفة، كما تشعر بها الان، وتنظر إلى هاتفها باحثة عن أغنية رومانسية تناسب لحظات الفرح التى تغمرها
و كأنها تتحدث مع هاتفها وتقول :يا الله متى سيأتي ذلك اليوم الذي ألبس فيه الفستان الابيض، و ماسكة الورد بيد و اليد الاخري يد عبدالله.
ويهمس في أذني:يا حبيبتي يا كبر حبك
وانا ذابحنى الغلا
وفجأة أحست بشريط الماضي ، يلح عليها بذكريات،لا تريدها الآن بل فى تلك اللحظة تريد السعادة أن تأخذ مكانها الطبيعي في حياتها تريد أن تفرح أن تستمتع بالحب مع من اختاره قلبها.
و كأن الحزن يرفض أن يغادر فأخذت تتذكر طلاق والدها و والدتها
وكل واحد منهم ذهب الى طريق وكون أسرة ثانية واولاد.
وتركونا انا واختي مع ‘جدتي’ لابي تربينا،في وقت كنا بحاجة اليهم ولكن رحمة الله كانت تغمر بالمحبة كلانا
وجلست تنظر من نافذة غرفتها،الى ناحية الشاطئ’،وناس تأتي وناس تذهب ،واخذت ذكرياتها تتولى مكدرة يومها بعد فرح عارم
وصمتت قليلا ولكنها انفجرت باكية :لم أحظ بعطف أب ولا حنان أم
كنت اغار من زميلاتي بالمدرسة
عندما يحضر أباهم ليأخذهم من المدرسة ،وانا اركب الباص وحيدة ينتابني شعور اليتم المبكر والخوف
لم استوعب في سني الصغيرة
معنى كلمة ‘طلاق’ ،كنت أشعر بالنقص ،وان هناك شي غلط، في حياتي وضحكت وهي تتذكر موقف اول شاب رمي لها ورقة هاتفه،وكيف أصيبت بالرعب، ولم تذهب الى المدرسة اسبوع كامل بحجة المرض،ولم تستطيع أن تخبر أحد
‘فجدتي’ امراة مسنة ،وهذه المسائل بالنسبة لها قلة ادب وستثير مشكلة من لا شي وتخبر ابي وبالنهاية سوف يمنعني من المدرسة
ولكن الحمد لله تصرفت بعقلانية انا أحسد نفسي على هذه ( حبوه ) الطيبة الحنونه ،المهم كل الذي فعلته أن مزقت الورقة و استمرت حياتي هادئة كما كانت
حتى دخل ‘عبدالله’ حياتي في أخر مرحلة جامعية وتحديد قبل التخرج بسنة واحدة.
رجعت مع ‘عبدالله’ طفلة لم تتجاوز السابعة، هو ابي وامي وكل شي بحياتي ‘عبدالله’
،لقد تغيرت حياتي ،واصبح هو محورها،
أصبحت فتاة مختلفة تمام احببت الحياة،واصبح هو الأب الموجه،والام المربية، أنتشلنى من حياة البؤس، العاطفي ، وادخلني إلى رحاب الحب الخالد
وضحكت ‘خلود’ قائلة: طبعا لم أخبر أحد بموضوع ‘عبدالله’ صحيح المح إلى ‘سمية’ وهي ذكية فقد فهمت أن هناك رجلا في حياتي،ولكنها للامانة لم تفاتحني في الموضوع، ربما منتظره،ان اخبرها
وانا، ببساطة من فرحتي بفارس احلامي لا اريد ان يشاركني أحد هذه الفرحة، فقط عندما يتقدم اللي،وبشكل رسمي،حينها، سوف أخبر ؛رئيس منظمة الصحة العالمية، لكي يعلن للملا أنني تزوجت.
،وبعد شي اخر هذا سر وهي تهمس لهاتفها وتضحك بيني وبينك لا تخبر حد
واكملت
صرت اخاف من الحسد
اخاف يحسدوني على فرحتي بعبدالله’
وتركت هاتفها على جنب،ووضعت راحة يدها اليمني على ذقنها وهي تقول
عبدالله أجمل هدايا العمر
مفردات الكلمات
حبوه:جدتي
شاطئ نعمه : هو الشاطئ المتصل بكورنيش صور إلى خور البطح إلى بيت الضيافة…