عامٌ آخرٌ من عمريْ مرّ ..

✍ سميح الغنميين: 

أتممت ثمانيةْ وعشرونَّ عاماً و مرّةً أُخرى أستحضِرُ في كلّ جزءٍ من هذه المُدّة الزّمنيّة عليّاً مختلفاً عن سابقِه ؛ لكنني أدركُ تماماً أنهُ ذاته في جمِيع الأوقات في آنٍ معاً ! قد يبدو هذا غريباً بعضَ الشّيء لكنّهُ يحمِلُ تفسيراً ..

أيّاً يكُن .. هذه الحياة محكمةٌ لا أحد يفهمُ الحق فيها بقدر ما يدركه القاضي أي الخالق ..
أما عنّي فأنا أرانِي شخصاً ما حوى خافقُه سوى الخَير و المحبة للجمِيع .. معتنقاً هذا المبدأ الذي لطالما كنت واثقاً أنّه لن يخيّبني ولو فعل !

“أن يدرِكَك النّاس .. فهذا مهمّ نوعاً ما – و أن تدركك نفسك فهذا أهمّ أمّا أن تدرك أنت السّابقتين فهنا ستكونُ في طورِ الكمَالِ النّفسيّ الشخصيّ و الشخصيّ المجتمعيّ أيضاً و لذلك فلتحبّ الجميع لتحقق الثلاثة “

و هنا بدأت المعركةُ التي قمت بشنها على نفسي لتنهشني تباعاً و أنا راضٍ – .. نعم لقد تخيلت العالم أبسط بكثير مما هو عليه ؛ و الغريب أنني أجد هذه المعركة ممتعةً جداً – لقد أحاط بي شعوري بالسّعادة و الرّضى عن ذاتي و هذه نقطة أساس في الحياة الصحيحة .

و بالرّغم من كلّ شيء أعاهدُ نفسي على البقاء هكذا و على الثّبات اللا متَناهي في كلّ عامٍ سأرسل لعليّ الأكبر بعام هذه الكلمات التي ملخّصها : ستحلم كثيراً و ستحصل على منالك يوماً ؛ ستتلقّى الطّعنات بكلّ رحابة صدرٍ و قوة و بكلّ صفاء سيحتضن قلبك الألم ليخلق من رحم الحزن عمقاً متيناً و أفراحاً و واقعاً أجمل و الأهمّ : أن تصون نفسك – ليس إلا بأن تكنّ الخير للجميع فإن نلت خيراً فهذا جيد و إن لم تنله فستناله أضعافاً في مكان آخر .. و يوماً ما

على أية حال أشكر كلّ (#إنسان حقيقيّ) مرّ في حياتي هذه ، أنتم سبب سعادتي بمحبتكم و قربكم … و كل عام و أنتم سرّ البسمة و الأمل و منطلقهما .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى