ورقة عمل مقدمة من المستشار الإعلامي ومقدم البرامج الحوارية الدكتور عبدالعزيز بن محمد الزير من المملكة العربية السعودية للملتقى العربي للإعلام والملتقى الأول للمؤثرين وصانعي المحتوى

نايف الصيعري

ورقة عمل مقدمة من المستشار الإعلامي ومقدم البرامج الحوارية الدكتور عبدالعزيز بن محمد الزير من المملكة العربية السعودية
للملتقى العربي للإعلام والملتقى الأول للمؤثرين وصانعي المحتوى
والذي تستضيفه العاصمة الأردنية عمان في السادس من شهر شباط فبراير الحالي
وهذه الورقة بعنوان ( دور المؤثرين وصانعي المحتوى في حماية وتوعية الأطفال من المحتوى الضار )
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) وقال تعالى إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚوقال تعالى( كما ربياني صغيراً) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته)

لذلك من الواجب علينا جميعاً حمايتهم من المخاطر التي قد تصيبهم جراء دخولهم ومشاركتهم بعض المنصات والتطبيقات الإلكترونية على الإنترنت ومسؤولية أيضاً تقع على عاتق المؤثرين وصانعي المحتوى ، وهو محور حديثي في هذه الورقة .
والذي يتمثل دورهم من خلال تقديم ونشر محتوى إيجابي وبنفس الوقت مثير للاهتمام ومحفز يشجع على القيم الصحيحة والسلوكيات الإيجابية التي تربينا عليها . كما يمكنهم استخدام منصاتهم المتنوعة وكل في مساره لتقديم محتوى تثقيفي حول كيفية التعامل مع المحتوى الضار والمخاطر التي قد تواجه الأطفال عبر الشبكة العنكبوتية.
ولا ننسى المبادرات التي يمكن لهم أن يقدموها لتوعية وتثقيف الأطفال وبطرق جذابة وفي نفس الوقت تحذيرية حول المخاطر النفسية والجسدية والمعنوية التي قد تواجههم عبر هذه الشبكة ومن خلال ما تتضمنه من تطبيقات كثير منها يدس السم في العسل، وتلك الطرق للحماية تتمثل في التحدث عن أساليب الحماية الرقمية والخصوصية عبر منصاتهم الاجتماعية، وإنشاء محتوى موجه للأطفال يشجعهم على الابتعاد عن المحتوى الضار وضرورة الإبلاغ عن أي محتوى مخالف أو ضار أو ينتهك إرشادات المجتمع ، كما يمكن لصانعي المحتوى التعاون مع الجهات المعنية مثل الهيئات الحكومية والمنظمات غير الحكومية لتنفيذ حملات توعوية وتثقيفية مشتركة حول هذا الموضوع.
كما يمكنهم تبني ممارسات أخلاقية في إنتاج ونشر محتواهم، مثل تقديم المحتوى الملائم للفئة العمرية المستهدفة وتجنب استخدام الصور أو الكلمات العنيفة أو الجنسية أو العنصرية بكافة أشكالها وأنواعها
كما يمكنهم أيضاً توجيه الأهالي وأولياء الأمور حول الطرق المثلى للكيفية المناسبة لمراقبة ومرافقة أطفالهم أثناء استخدامهم للإنترنت، وتوفير النصائح والإرشادات التي تجعل الطفل يتقبل تلك النصائح لتعزيز سلامتهم الرقمية. إضافة لذلك فعلى المؤثرين وصانعي المحتوى العمل مع الجهات المختصة لتطوير حلول فعّالة للتصدي للمحتوى الضار وحماية الأطفال، وكذلك العمل على تعزيز التعاون مع المنصات الرقمية وشركات التكنولوجيا لتطوير أدوات وميزات تساعد على فلترة ومراقبة المحتوى الضار وحماية الأطفال على الشبكة العنكبوتية. كما يمكنهم الانخراط في النقاشات العامة والحوارات حول كيفية تحسين سلامة الأطفال على الإنترنت والمساهمة في تشكيل السياسات العامة في هذا الصدد.
وهذا يؤكد أن للمؤثرين وصانعي المحتوى دور كبير في في توعية الأطفال حول مخاطر الانترنت وكيفية التعامل معه، من خلال إنتاج محتوى تثقيفي موجه للأطفال بطريقة مبسطة ومناسبة لفهمهم. على سبيل المثال، يمكنهم إنشاء فيديوهات توعوية على مواقع مشاركة الفيديوهات مثل يوتيوب، التيك توك الإنستغرام السناب تسلط الضوء على كيفية التعرف على المحتوى الضار والتصرف بشكل آمن عبر تلك التطبيقات والإنترنت بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمؤثرين وصانعي المحتوى المشاركة الفعالة في الحوارات العامة والمجتمعية حول هذا الموضوع الخطير والحساس للمساهمة في رفع الوعي بأهمية حماية الأطفال على الإنترنت وتوفير الدعم للمبادرات والحملات ذات الصلة. كما يمكنهم تشجيع الأطفال على مشاركة تجاربهم وأفكارهم حول كيفية تحسين سلامتهم الرقمية، وذلك من خلال استخدام قنوات التواصل الاجتماعي ومنصات الإنترنت المختلفة.
بالإضافة إلى النقاط المذكورة سابقًا، يمكن للمؤثرين وصانعي المحتوى الاهتمام بتطوير محتوى تفاعلي ومبتكر يشجع الأطفال على المشاركة الإيجابية على الإنترنت، مثل الألعاب التعليمية وورش العمل الإبداعية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهم دعم الابتكار والتطوير التكنولوجي لإنشاء أدوات وتطبيقات تساعد الأطفال على التنقل بأمان عبر الإنترنت وتوفير مساحة آمنة للتفاعل الاجتماعي والتعلم عبر الشبكة. علاوة على ذلك، يمكن للمؤثرين وصانعي المحتوى الاستفادة من شبكاتهم وجماهيرهم لتعزيز رسالة الوعي حول أهمية حماية الأطفال على الإنترنت والعمل معًا لتحقيق بيئة رقمية أكثر أمانًا وصحة للأطفال.
كما يمكنهم أيضًا العمل على تعزيز التواصل الأسري وتقديم المشورة للأهل حول كيفية مراقبة نشاطات أطفالهم عبر الإنترنت وتوجيههم في استخدام الإنترنت بطريقة آمنة.
واختصاراً للوقت، هذه بعض النقاط المهمة للدور الذي ممكن أن يقدمه المؤثرين وصانعي المحتوى في حماية وتوعية الأطفال من المحتوى الضار والتي تتمثل في:
1. توفير محتوى ترفيهي وتعليمي ذو قيمة إيجابية يعزز النمو الشخصي والتنمية العقلية والاجتماعية للأطفال.
2. التأكد من أن المحتوى المقدم ملائم لعمر الجمهور المستهدف ويتبع معايير السلامة العامة للأطفال على الإنترنت.
3. تعزيز الوعي بالتحديات والمخاطر المحتملة على الإنترنت مثل التنمر الإلكتروني والتطرف العنيف.
4. توفير أدوات للوالدين والمربين لمساعدتهم على فهم ومراقبة نشاط أطفالهم على الإنترنت.
5. التعاون مع الجهات الحكومية والمنظمات غير الربحية لتطوير مبادرات تثقيفية وحملات توعية حول أمان الإنترنت.
6. تشجيع الأطفال على التفكير النقدي وتطوير مهارات التمييز بين المحتوى الجيد والضار.
7. إيجاد فرص للحوار المفتوح مع الأطفال حول استخدامهم للإنترنت وتجاربهم الشخصية في التعامل مع المحتوى الرقمي.

هذه الجهود المشتركة يمكنها أن تساهم في بناء بيئة آمنة وصحية على الإنترنت للأطفال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى