الأقارب عقارب

✍مرشده يوسف فلمبان :

الأقارب سند وعزوة لنا.. ولكن بعض الأقارب يسلك مسلك العقارب.. يلدغ وينفث السم الزعاف لأقاربه.
بعضهم لايترك لك سوى الأسى.. ولهذا لايكون غريبََا عليك أن ترحل من ذاكرتك عشرات الوجوه.. وتتلاشى عن عالمك ملامح كثيرة.
منذ زمن السرمديات أن فاعل الخير دومََا وأبدََا يقف على متطلبات من حوله من الأهل.. يخدم هذا ويعطي ذاك.. ويكابد من أجلهم وفي نهاية المطاف مساعيه تذروه الرياح.. وتبعثره وكأنه لم ينجز شيئََا.. دائمََا يقف في مواجهة الريح الهوجاء من العواصف البشرية من ذوي القربى.. يصدها بالطيبة والصبر.. ذو قلب ناصع البياض.. ومن حوله ذوو قلوب بفقاقيع سوداء
تخيلوا أعزائي المتابعين أن منهم من يجعل منه سائقََا.. والبعض يكون له ممرضََا حتى يشفى.. والبعض الآخريكون له منفقََا يدفع له مايلزم دون مقابل.. يستغلون سخاءه الفاحش وعطاءه الباذخ إستغلالََا بلا حدود.. وليت هذه الخدمات تشفع له حين يخطيء في حقهم دون قصد أوتعمد.. يثورون عليه ويقيمون الدنيا ويقعدوها.
فالطيبة والعطاءات السخية لاتشفع له.. فرغم الجميل الذي طوق به أعناقهم خنقوه بلا رحمة ولاهوادة. (إن من يفعل الخير لايعدم جوازيه)
هي هذه طبيعة بعض البشر الجحود والنكران.. حصيلة الإنسان فاعل الخير.. وهذا أكثر مايقع من بعض الأقارب وتنطبق عليه هذه المقولة
(الأقارب عقارب)
فمن تنتهي حاجته إليه تشدق عليه بأقبح الأقوال.. ويلوث علاقته به كيفما أراد.. متجاوزََا حدود اللياقة والأدب.. وهذه هي عنجهية بعض الأقارب ينفثون سمومهم عبر قنوات الدماء الصافية والقلوب المشرعة بالخير.
ومن وجهة نظري أن الإنسان بطيبته يوصف بالبلاهة والغباء.. (وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند)
جزى الله كل خير من يسعى دومََا للبذل والعطاء والخير كيفما يكون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى