هو أزكى لكم

✍ صالح الريمي :

في ظني أن برنامج الواتس اب مثل بيتك، تخيل أنك يومًا أحببت أن تزور أخاً لك أو صديقاً حميمًا أو جارًا حبيبًا أو زميلًا لك في عملك، وعندما وقفت على باب بيته طرقت الباب ثلاثًا، فلم يفتح لك الباب، ولم يأذن لك بالدخول، هل يحق لك شرعًا وأخلاقًا أن تعتب أو تعاتب ذلك الشخص!!
هذا الخُلق وحسن التعامل في زيارة لبيت ذلك الشخص، فكيف برسالة واتس اب ترسلها له وتشاهد قراءته لرسالتك وظهوره ومع ذلك لم تجد منه ردًا عليك لأي ظرف كان؟!!. فإذا لم يرد على رسالتك، لا تعاتبه والتمست له كل الأعذار، وإذا لم تجد عذرًا، قلت لعل هناك عذرًا لا أعرفه، فربما لديه ما يمنعه من الرد في حينها..
جميل أن تتخذ لأخيك الأعذار تلو الأعذار، وهذا من الخلق القويم، وحسن الإسلام، وسلامة الصدر، وراحة البال، بل رجوعك بأدب جم ودون عتاب وحسن ظن وتبرير بانشغاله واتخاذك عذراً له وأن لديه ظرف لا يسمح له بفتح الباب هو كمال الأخلاق.

*ترويقة:*
وليكن شعارنا؛ كلنا معذورن، أنا وأنت لسنا ملزمين بتبرير كل تصرفاتنا للآخرين، فالأصل سلامة الصدر وحسن الظن والتماس العذر لكل مسلم، وبرنامج “الواتس اب” وسيلة تواصل إجتماعي وتعارف اخوي وتبادل معرفي، فلا تجعل منه سبب للقطيعة والضغينة.

*ومضة:*
يقول أحد السلف:
“ما طابت نفسي لشيء كما طابت للرد والرجوع عند الإستئذان”، عند قوله تعالى: (وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا ۖ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ).

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى