ندوة وطنية تاريخية حول احياء الذكرى الـ67 لإضراب الثمانية أيام بولاية وهران

محمد غاني _  الان نيوز


أشرف الأحد 28 جانفي 2024 وزير المجاهدين و ذوي الحقوق السيد العيد ربيقة رفقة والي ولاية وهران السيد السعيد سعيود على افتتاح ندوة تاريخية وطنية احياء للذكرى ال 67 لإضراب الثمانية أيام التاريخي (28 جانفي – 04 فيفري 2024/1957)


حيث اكد ضيف وهران لدى كلمة ادلى بها بالمناسبة أن الشعب. الجزائري يخلّد اليوم بكل مظاهر الاعتزاز و معاني الافتخار إ ضراب الثمانية أيام التاريخي 28 جانفي 04- فيفري 1957 معتبرا ان هذا الحدث الخالد في تاريخ الجزائر المعاصر يجسد بحق أسمى معاني التلاحم بين مختلف شرائح المجتمع و قادة ثورة التحرير في ملحمة الكفاح الوطني مشيرا الى أن استذكار هذه المناسبة العظيمة عظمة الشعب الذي تبناها و ساندها وانخرط فيها ليُشكل فرصة للأجيال الصاعدة من أجل أن تدرك حجم التضحيات التي بذلها أجدادهم للتحرر. من الاستعمار ونيل الحرية و تحقيق الاستقلال


و اعتبر الوزير أن النتائج الايجابية المحققة على كل المستويات و الأصعدة تثبت أن الجزائر تمتلك كل مقومات تحقيق نهضة شاملة مع التأكيد أن الشعب الجزائري حري به أن يفتخر بإنجازات الجزائر الجديدة تجسيدا لاستراتيجية مدروسة بعناية و نظرة ثاقبة ومتبصرة و سياسة رشيدة و شجاعة تحدو القيادة العليا للبلاد للمضي قدما لاستكمال بناء جزائر جديدة و قوية بشعبها و جيشها و جميع مؤسساتها و القادرة على صد كل محاولة تستهدف المساس بأمنها وباستقلالها الوطني الذي افتكته بعد تضحيات جسام إن هذه الجهود والمساعي تتطلب أكثر من أي وقت مضى تمتين اللحمة الوطنية لاستكمال مسار بناء الجزائر الجديدة القوية بشعبها و بمؤسساتها و جيشها الباسل المغوار الذي ولد من رحم ثورة عظيمة حررت الأرض و الإنسان


من جهته نوه والي وهران بهذه المناسبة التي جاءت تحت شعار ” التجار الجزائريون من معركة التحرر و الإستقلال إلى معركة النهضة و تحقيق السيادة الإقتصادية للجزائر الجديدة “،معربا بأن هذه الذكرى تعدّ من المحطات البارزة في الثورة الجزائرية نظرا لإرتباطها بتطور القضية الجزائرية في. هيئة الأمم المتحدة كما أن هذا الإضراب يعد مرحلة فاصلة في تاريخ الثورة الجزائرية كونه شكّل فرصة اخرى لإبراز إلتحام الشعب مع قيادته الثورية في نموذج رائد للكفاح السلمي مؤكدا بأنه يتوجب علينا اليوم أخذ العبرة من هذه المناسبة الهامة حيث أن التاجر و الحرفي و الإقتصادي هم من دعائم الوحدة الوطنية و وسيلة لبناء إقتصاد وطني قوي و تحقيق سيادته الإقتصادية مشيرا الى أن التاجر اليوم ركيزة للتنمية الوطنية وذلك في إطار ترقية النشاطات الإقتصادية و المهنية و عصرنتهما


للاشارة تميزت هذه الإحتفالات الرسمية بتكريم عائلات شهداء الثورة من بينهم عائلة الشهيد أحمد زبانة كما زار الوزير في المعرض الخاص بالذاكرة الوطنية والتاريخية المنظم ببهو فندق “الباي”
للعلم يعد إضراب الثمانية أيام التاريخي الذي تحييه الجزائر محطة فارقة في تاريخ الثورة التحريرية حيث أثبت للعالم أجمع تلاحم الشعب الجزائري مع قيادته الثورية وشكل ضربة قاصمة لمخططات فرنسا الاستعمارية و قد كان هذا الاضراب التاريخي الذي دعت إليه لجنة التنسيق و التنفيذ لجبهة التحرير الوطني و أوكلت مهمة تحضيره إلى قادة الولايات السبت امتحانا عسيرا اجتازه الشعب الجزائري بكل اقتدار و أكد من خلاله تشبثه بجبهة التحرير الوطني كممثل شرعي ووحيد له كما لفت هذا الإضراب الذي دام من 28 يناير إلى غاية 4 فبراير 1957 اهتمام الرأي العالمي إلى الكفاح الذي يخوضه الجزائريون باعتباره قضية شعب بأكمله و هو ما كانت له انعكاسات إيجابية على تطور مسار الثورة التحريرية بفضل الدعم الشعبي لها لتتحطم بذلك الصورة التي حاولت الدعاية الفرنسية رسمها من خلال الترويج لما يحدث على أنه مجرد أزمة داخلية


كما سلط هذا الحدث الضوء على الواقع المأساوي الذي كان يعيشه الشعب الجزائري تحت وطأة الاحتلال الفرنسي و الأساليب القمعية التي كان يستعملها مما سمح بفتح النقاش حول القضية الجزائرية بأروقة الأمم المتحدة التي أدرجتها تبعا لذلك ضمن إطار حق الشعوب في تقرير المصير كما جاء إضراب الثمانية أيام ليجسد أهم بنود مؤتمر الصومام التي نصت على ضرورة تفعيل الدعم الشعبي وتوظيفه لصالح الثورة و هو ما تم فعلا حيث تعدت الاستجابة له حدود البلاد و شملت فرنسا وتونس و المغرب في موقف موحد قضى على محاولات الاحتلال الفرنسي لعزل الثورة عن الشعب و أمام هذا الصمود الشعبي البطولي الذي جسد المقولة الشهيرة للشهيد العربي بن مهيدي “ألقوا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب” أظهرت قوات الاحتلال الفرنسي كل همجيتها و لجأت إلى التقتيل وتحطيم ممتلكات المضربين و مداهمة منازلهم في محاولة منها لتطويق و كسر الإضراب و يؤكد المؤرخون بهذا الخصوص أن السلطات الاستعمارية قامت باعتقال العشرات من الجزائريين و قتلهم ووضع 7 آلاف آخرين في المحتشدات بالإضافة إلى القيام بعمليات تمشيط واسعة وعزل عدة أحياء بواسطة الأسلاك الشائكة و بالرغم من كل ذلك، فإن هذه السياسة الوحشية لم تنل من روح المقاومة الصلبة لدى الجزائريين و هو ما كان واضحا في كل الأحداث التاريخية التي تلت هذا الإضراب على غرار مظاهرات 11 ديسمبر 1960 و غيرها


ونتيجة لهذا الدعم اللامتناهي الذي عبر عنه الشعب الجزائري بكل أطيافه تجاه قيادته الثورية، تمكنت القضية الجزائرية من تحقيق أكبر انتصاراتها السياسية على المستوى الدولي، إذ تزامن الإضراب مع عقد الجمعية العامة للأمم المتحدة لدورتها الـ 11 و التي تم خلالها إصدار قرار ينص على تصنيف القضية الجزائرية ضمن القضايا التي تنطبق عليها مبادئ الميثاق الأممي المتعلقة بالحق في تقرير المصير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى