ندوة وطنية تاريخية حول احياء الذكرى الـ67 لإضراب الثمانية أيام بولاية وهران
حيث اكد ضيف وهران لدى كلمة ادلى بها بالمناسبة أن الشعب. الجزائري يخلّد اليوم بكل مظاهر الاعتزاز و معاني الافتخار إ ضراب الثمانية أيام التاريخي 28 جانفي 04- فيفري 1957 معتبرا ان هذا الحدث الخالد في تاريخ الجزائر المعاصر يجسد بحق أسمى معاني التلاحم بين مختلف شرائح المجتمع و قادة ثورة التحرير في ملحمة الكفاح الوطني مشيرا الى أن استذكار هذه المناسبة العظيمة عظمة الشعب الذي تبناها و ساندها وانخرط فيها ليُشكل فرصة للأجيال الصاعدة من أجل أن تدرك حجم التضحيات التي بذلها أجدادهم للتحرر. من الاستعمار ونيل الحرية و تحقيق الاستقلال
و اعتبر الوزير أن النتائج الايجابية المحققة على كل المستويات و الأصعدة تثبت أن الجزائر تمتلك كل مقومات تحقيق نهضة شاملة مع التأكيد أن الشعب الجزائري حري به أن يفتخر بإنجازات الجزائر الجديدة تجسيدا لاستراتيجية مدروسة بعناية و نظرة ثاقبة ومتبصرة و سياسة رشيدة و شجاعة تحدو القيادة العليا للبلاد للمضي قدما لاستكمال بناء جزائر جديدة و قوية بشعبها و جيشها و جميع مؤسساتها و القادرة على صد كل محاولة تستهدف المساس بأمنها وباستقلالها الوطني الذي افتكته بعد تضحيات جسام إن هذه الجهود والمساعي تتطلب أكثر من أي وقت مضى تمتين اللحمة الوطنية لاستكمال مسار بناء الجزائر الجديدة القوية بشعبها و بمؤسساتها و جيشها الباسل المغوار الذي ولد من رحم ثورة عظيمة حررت الأرض و الإنسان
كما سلط هذا الحدث الضوء على الواقع المأساوي الذي كان يعيشه الشعب الجزائري تحت وطأة الاحتلال الفرنسي و الأساليب القمعية التي كان يستعملها مما سمح بفتح النقاش حول القضية الجزائرية بأروقة الأمم المتحدة التي أدرجتها تبعا لذلك ضمن إطار حق الشعوب في تقرير المصير كما جاء إضراب الثمانية أيام ليجسد أهم بنود مؤتمر الصومام التي نصت على ضرورة تفعيل الدعم الشعبي وتوظيفه لصالح الثورة و هو ما تم فعلا حيث تعدت الاستجابة له حدود البلاد و شملت فرنسا وتونس و المغرب في موقف موحد قضى على محاولات الاحتلال الفرنسي لعزل الثورة عن الشعب و أمام هذا الصمود الشعبي البطولي الذي جسد المقولة الشهيرة للشهيد العربي بن مهيدي “ألقوا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب” أظهرت قوات الاحتلال الفرنسي كل همجيتها و لجأت إلى التقتيل وتحطيم ممتلكات المضربين و مداهمة منازلهم في محاولة منها لتطويق و كسر الإضراب و يؤكد المؤرخون بهذا الخصوص أن السلطات الاستعمارية قامت باعتقال العشرات من الجزائريين و قتلهم ووضع 7 آلاف آخرين في المحتشدات بالإضافة إلى القيام بعمليات تمشيط واسعة وعزل عدة أحياء بواسطة الأسلاك الشائكة و بالرغم من كل ذلك، فإن هذه السياسة الوحشية لم تنل من روح المقاومة الصلبة لدى الجزائريين و هو ما كان واضحا في كل الأحداث التاريخية التي تلت هذا الإضراب على غرار مظاهرات 11 ديسمبر 1960 و غيرها