صلاح أمرك صلاح الجميع

✍عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون :

يقول مصطفى أمين: أنت تستطيع أن تصلح الكون، فهذا الكون هو أنت، وإذا أصلح كل منا نفسه انصلح الكون.
ومن جميل ما يروى في هذا الشأن أنه جلس الأب صباح يوم الجمعة يقرأ الجريدة وهو يحدث نفسه ويقول: لن أسمح لأحد اليوم أن يعكر عليّ يوم عطلتي هذا، حتى جاء صغيره وهو يقول له: أبي متى سنخرج اليوم للنزهة…؟ نظر إليه أبوه وتذكّر أنه وعده في الأسبوع الماضي أن يأخذه في نزهة، ولكنه اليوم كان مصمماً أن يستمتع بالعطلة هذه، فنظر في جريدته، التي كان يقرؤها، فرأى على إحدى صفحاتها صورة لخريطة العالم، فما كان منه إلا أن قطع الخريطة إلى قطع صغيرة ونثرها أمام ولده قائلاً: عليك أولاً أن تقوم بتجميع وإصلاح هذه الخريطة، وبعدها نخرج، ثم عاد ليستمتع بقراءة جريدته وهو يقول في نفسه: إن أكبر أستاذ جغرافية لن يستطيع تجميع هذه الخريطة إلى المساء، ولكن الطفل عاد بعد عشر دقائق قائلاً: هذه هي الخريطة، هل أجهز نفسي الآن…؟ ذهل الوالد مما رأى وقال لطفله: كيف نجحت في تجميعها بهذه لسرعة…؟! فرد عليه الصغير قائلا: أنت يا أبي عندما أعطيتني صورة الخريطة نظرت في الخلف، فرأيت صورة إنسان، فقلت في نفسي: إن أنا أصلحت هذا الإنسان فإنّ خريطة العالم بطبيعتها ستنصلح.
يقول أفلاطون: أول وأعظم انتصار هو إخضاع الذات.
صن النفس واحملها على ما يزينها
. تعش سالما والقول فيك جميل
لا يهم مقدار سقوطك، إنما المهم مقدار سموك بعد النهوض، لا تشعر بالمفاجأة أو الصدمة أو العجز حينما تسوء الأمور، فعادة ما تنهار خططك المحكمة، لا يهم عدد المرات التي تعرضت فيها للسقوط، ما يهم هو عدد المرات التي استعدت فيها مكانك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى