هواجس …
د. الشاعر عباس الجبوري / العراق
الكل بنَفْس الحريق يشَبَّ أو يمَكَتَ …
السَفينَة تُبحِرُ مِنَ ماضٍ
تنتظرُ لها ماء
طوَفان جديد
شاخِصةُ في الزمان ِ تُرَتّبُ تاريخهُ
تبدأ برَتقِ قعرِها
مثلما تُهَذّبُ الكلماتِ .
الأيامُ أمامنا
أوقات طافِحَة ٌ بالوَهمِ ..
نداريها بالنوم الطَّويل ..
الوَهْمَ يحَملُ أيامنا
على فراشاتٍ ترحل..
الدنيا لم تتغير
الناس هي التي
تّنزَعُ جلودَها كالأفاعي …
لِيَمْضي بها الزَّمن
في لُعبَة مقامر ..
تركض تحتَ غيمة حبلى لا تدري ..
هي غيثا أو ضفادع..
بعض النفوس
تسيَّدت بذريعَةُ للتطهّر ..
بمسوحِ رداء قِدّيس .
فوضى التجاهل تأكُل منسأةَ الحُفاة ..
فُقراء بِمنفاهُم يجترُّون أطيافَ الشيخوخة ..!
هل تصدِّقُون
نسَينا الصِّبا ..!
كيفَ كانً اللَّيلٍ يخيِّط النَّهار على أصداغِنا ..
لعلَّكم تصدّقون ..
أو تصدٍّق ..!
أنيَ أُجهدُ نفسي كثيرا لأتذكر أوصافَ من قاسَموني كِسرة الرًّغيفِ عندَ المَساء.
من تنور أمي .. !
مضت أوقاتُ لها رحيقُ الهَمس يسْري إلى خلجاتنا من غير دَنِّ ..
أُماه .. علمتِنا كيفَ تُسقى حقول البنفسَج
من دمعةٍ حامية ..
تغير الحال إلى صفصافةأسقَطتها الرِّياح ..
سودُ النفوسِ تجاوزت
في سعيها حدَّ السلامةِ والصَّوابْ
وتمخَّضت رغباتُها عن فتنةٍ عمياء
كيفَ أجلو دَرَنَ الماء بقلبٍ يتلضى
وترابُ الأرضِ لن يطهُرَ إلا بالنقاءِ .
ها هوَ حُلمي يتعقر
وما اِكتمَلت رِحلة المُتعَبين في الخفاء .