“طُوفان الأقصى في عُيون المُبدعين واللّغويّين والإعلاميّين”

المُلتقى الوطَني  بجامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف

محمد غاني _ الشلف / الجزائر


تَرأستُ الدكتورة البروفيسور عرجون باتول رفقة الدكتورة زهرة بن يمينة الجلسة. العلميّة الثانية للملتقى الوطني ” طوفان الاقصى في عيون المبدعين و اللغويين و الاعلاميين الذي احتضنت فعالياته جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف حيث بدأت الجلسة بهدَف التأكيد على صَدارَة القضيّة الفلسطينيّة و الدّعوة إلى التّلاحُم مع قضيّة فلسطين إلى تحقيق غاية الحريّة تحت شعار “الأقصى قضيّتُنا الأولى معَ قوّة البدايات تكون روعة النّهايات


بدأت الجلسة مع أوّل مُتدخّل وهو البروفيسور نورالدين دريم من جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف مُداخلة مَوسومة بـ: “الحُمولة الدّلاليّة للغة الخطاب الإعلامي في قناة الجزيرة طُوفان الأقصى نموذجًا” فقد برزَ طُوفان الأقصى من خلال. قنَوات إخباريّة عَديدة غطّت أحداث الانتفاضة منها ما تجلّى ضعيفًا مُنزاحًا إلى التّطبيع و منها قنَوات غطّت الحدَث بمِهنيّة عالية و من بينها قناة الجزيرة التي برزَت بشكل لافِت


حيث نقلت الأحداث بشفافيّة و مَوضوعيّة عالية الأمر الذي سبَّب لها مُضايَقات من قِبَل سُلطات الاحتلال و افتعال إسرائيل لحُجج واهِية تَسعى من خلالها لمَنع تغطية الجزيرة للأحداث الواقعة في فلسطين و يُعدّ الخطاب الإعلامي لقناة الجزيرة مِن أكثر الخطابات المُعاصِرة تأثيرًا و أوسعها انتشارًا و إقناعًا و يرجِع ذلك إلى ما يملكُه هذا الخطاب من أدوات إقناع و إثارة و وُجود وسائلَ تُساعد على انتشار و مدّ نُفوذه بتَراكيبَ بسيطة و غير مُعقّدة و واقعيّة و مِصداقيّة تتبنّى هُموم الشّعوب والإنسان و هي مُداخلة جادّة ركزت زاوية نظرها و مَوضوع اشتغالها على قناة الجزيرة التي يستحقّ الوقوف عندها و من الحُمولة الدلاليّة لقناة الجزيرة إلى خِطاب “أبو عبيدة” النّاطق الرّسمي باسم كتائب القسّام في بُعدِه التّداولي مُداخلة قدّمتها الأستاذة الدكتورة متلف آسيا من جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف تخصص النّقد و تحليل الخطاب عنوانها “البُعد التّداولي في خطاب طوفان الأقصى للنّاطق الرّسمي باسم كتائب القسّام أبو عبيدة” يضأ التّداولية تسعى إلى دراسة التّواصل اللّغوي و تستنِد في ذلك على آليّات تُساعدها على بُلوغ المعنى المَقصود سواء كان المعنى صريحًا أو مضمونًا و بما أنّ خطاب أبو عبيدة إعلاميّ تواصليّ مُؤثِّر جدًّا فقد جاء اختيار البروفيسور متلف آسيا له كأنموذج للدّراسة صائِبًا مُناسِبًا للتّحليل التّداولي حيث تمّ الاشتغال على بُعده التّداولي قصدَ الكشفِ عن القضايا التي تكتَنِفُه و فَهم أبعاده التواصليّة من خلال عدّة نقاط منها. الأبعاد التداوليّة في خطاب طوفان الأقصى لـ ” أبو عبيدة ” و الإشاريّات و الأفعال التوجيهيّة و الأفعال التعبيريّة و الأفعال الإخباريّة الإعلاميّة الى جانب الأقوال المُضمَرة و غيرها أما المُداخلة الثّالثة تفضّلَ بها الدّكتور ضيف رضوان من المركز الجامعي ميلة بعنوان البُعد التاريخي و الدّيني للوحدَات المُعجميّة في الحقل الدّلالي لطُوفان الأقصى و جاءت المُداخلة ثريّةً في مجال البحث في الحقول الدّلاليّة لطُوفان الأقصى و تَصنيف المُصطلحات تحتَها ومن ثمَّ البحث في الخلفيّات الدّلاليّة التي تقف وراء استعمالها و الخلفيّات الفكريّة و التّاريخيّة و الدينيّة التي دعَتهم لذلك مع الاهتمام بدور السّياق دراسة تشعّبت في الحقول الدلالية لطُوفان الأقصى مُقابِلًا لكابوس إسرائيل، أعين إسرائيل و غيرها


أما المداخلة الرّابعة من المركز الجامعي مغنية درست جانِبًا حسّاسًا في التّغطية الإعلاميّة لطوفان الأقصى “طابو” و هو التّطبيع اللّغوي موسومة بـ: “تجليّات التّطبيع اللّغوي لطوفان الأقصى” تفضّل بها الأستاذ رزيق زيان بأسلوب رزين ورَصين نبّهَ فيها إلى ضبط المُصطلَح الذي يسعى التّطبيع الإعلامي إلى نشره على سبيل المثال دولة إسرائيل وغيرها فالاحتلال الإسرائيلي يقوم بمَساعٍ حَثيثة لتَطبيع العلاقات مع الدّول العربيّة و الإسلاميّة و قد جعل من التّطبيع الإعلامي “لغة الإعلام و الكلمة و المصطلح و غيرها ” أحدَ أبرز رسائله الاستراتيجيّة التي يَهدف من خلالها إلى إضفاء الشرعيّة على جرائمه و تَثبيت كَيانه و أنّ هذه المحاولات تُوجِب علينا بَذل كافّة الجُهود في مُواجهة التّطبيع عُمومًا و الإعلامي خاصّة

و من الجانب الإعلامي لطوفان الأقصى إلى الجانب الأدبي و في بُعده التّداولي دائمًا حيث قدّمت الأستاذة قوفي نعيمة من جامعة تيزي وزو مُداخلة بعنوان “دراسة تداوليّة لقصيدة طوفان الأقصى للطّاهر الثابت” فطالما أثّرت الثّورات و منها طوفان الأقصى في الشّعر الذي واكبَها و سارَ معها جنبًا إلى جَنب حيث أبدعَ الشّعراء شعرًا ثوريًّا نضاليًّا أخذَ يُصوِّر المعارك والبُطولات و يُخلّد الشّهداء ويُقوّي العَزائِم فالقصيدة الثوريّة كانت و لا تزَال و منها قصيدة طوفان الأقصى للطّاهر الثابت دافعًا أساسيًّا للتّغيير و استرجاع الحريّة و السّيادة


و أمّا الدّكتورة عرجون الباتول فقد قدّمت مداخلة بعنوان “طوفان الأقصى وتَداعيات الخطاب الثّوري الاستعجالي ” فالمداخلة نقلَت صورة الخطاب الأدبي الثّوري و حتّى الفنّي الذي تَداعى مُستعجِلًا قلقًا مُتأثّرًا و مُؤثّرًا على شبكات التّواصل الاجتماعي كحاملٍ جديدٍ يتجلّى من خلاله الخطاب بمختلف أنواعه و كفاعل جديد له دور تأثيريّ بالغ في تشكيل الوَعي لدى الأفراد ووالجَماعات بما يدفعُهم أكثر إلى الفعل الثّوري و الحَشد الجَماهيري لتَنظيم الثّورات و الاحتجاجات.و غيرها ثم فتح باب النّقاش حيث طُرحت عدة أسئلة من طرَف البروفيسور قسول فاطمة منها سبب استعمالنا لمُصطلح الاستعجالي الذي يَدور حوله جدلٌ كبير بين النقّاد و الذي استُعمِل في فترة التّسعينات كثيرًا


و لقد وسَمنى تدفق و تداعي الخطاب الأدبي و الفني مع طوفان الأقصى بالاستعجالي و. ربَطناه بهذا المصطلح المُستعمَل كثيرًا في فترة التّسعينات و الذي دار حولَه جدلٌ واسعٌ بين النقّاد و الأدباء منهم النّاقد محمد ساري. الذي انتقدها مرارًا و تكرارًا و اعتبرها كتابات تقريريّة تتّصف بالتّصوير الفوتوغرافي لواقع وأحداث فترة الإرهاب بعيدًا عن الجماليّات… و عز الدين جلاوجي وواسيني الأعرج و غيرهم ولعلّ هذا الحُكم ينطبِق على الجنس الرّوائي الذي يحتاج إلى وقت طويل لكتابته على غرار الأجناس الأخرى و رأينا أنّ الخطاب الأدبي و الفنّي وليد الحُرقة و المشاعرالطافحة بالصّدق فالصّرخة التي تُستخرَج في أوانها تكون أكثر قوّة من تلك الصّرخة التي تُستخرج بعد حين لهذا وسمتُالخطاب الأدبي و الفنّي لطوفان الأقصى بالخطاب الاستعجالي لأنّه تفتَّق مع تفتُّق الثّورة في غاية الجَمال وَ القوّة و لكن بشَرط فالإبداع الأدبي على الرّغم من قاعدته المعرفيّة الموضوعيّة التي يقوم عليها إلّا أنّ المحرّك و الطّاقة التي تمرّ بها هذه العناصر هذه الذّات (الملَكة وشحنها) كما أشار إلى ذلك أمين الزاوي في الحديث عن الأدب الاستعجالي “فالذّات الإبداعيّة في علاقتها الصّافية و المُعقّدة في الوقت نفسه مع الواقع في لحظة الانقلاب و قوّتها في القراءة و التّمييز و الفَرز هي مَن تُخلّصُه من الاستعجال بمَفهومه السّلبي. و تجعَل من المَوضوعات الاستعجاليّة مادّة لتَنشِئة الكاتب، والكتابة تَمنحُه وهجًا مُباشرًا باعتبار أنّ الموضوع المَكتوب يَجري في ذات الكاتب على المُباشر ولكن بطريقته الخاصّة، كما يجري في الوقت نفسه في الواقع” و إنّ استعمالَنا لمصطلح الاستعجال لا يُنقِص من قيمة هذه الخطابات الإبداعيّة و إنّما ينتصِر لها في أغلب النّماذج مثل خطاب أبو عبيدة و خطاب تميم البرغوثي و شعر أنس الدغيم هذا و قدّمت الدّكتورة زهرة بن يمينة تقريرَها في نهاية الجلسة الرّابعة مع كلمة شكر وتَرحيب بأساتذة الجَلسة و مُتابعيها. من طرَف رئيسة الأكاديميّة الاستاذة الدكتورة سعاد بسناسي و رئيس اللّجنة العلمية الاستاذة الدكتورة صفية بن زينة و مِسك الختام مَقطع شعري قدّمَته الدّكتورة عرجون الباتول و الدّعاء بالنّصرة و الغلَبة و القّوة للأهل في فلسطين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى