الحُب سر الحياة
✍ صالح الريمي :
في أيامنا أصبح الحُب عملة نادرة الوجود إلا في القلوب الصافية التي تشع أملًا ودفئًا وحنانًا تمامًا كماسة ملأ بريقها نورها الأرجاء..
الحُب في أيامنا بات ينبض من أطراف الأصابع لا من القلب والوجدان، وفي أيامنا غاب عن أكثر القلوب التي كستها الغبار وباتت مع النسيان، وفي أيامنا يفتقد الكثير من مثالية الحُب، بل قلوبنا هي التي تفتقد لمعنى العطاء والنقاء والتسامح والإرتقاء بالمشاعر الجميلة.
لقد كثر الحديث في الحُب وكثرة قصص العشق والهوى وحكايات وأساطير ما زالت تروى إلى يومنا هذا، وقصص حزينة وأخرى كللتها السعادة وأخرى في غياهب النسيان، ولكن الحُب الأصيل سيبقى صداه خالدًا لمدى الزمان، فكم هو جميل أن نشعر بالحُب وأن يتجسد فينا روحًا وكيانًا ووجدانًا ومشاعرًا..
ربما وردة حمراء نقدمها لمن نحب أو كلمة صادقة تخرج من القلب نجده كالسهم تصيب ولا يخطئ، فلمسة حب وحنان صادق كفيل بتفجير ينابع المشاعر والإحاسيس الصادقة لتسمو في أعالي السماء.
حينها ستنبض قلوبنا حبًا وستعزف أوتارنا شوقًا لن ينتهي وسيمتلأ الكون بأجمل العبارات باحاسيس ومشاعر جميلة، فالحُب رحمة ومودة وعطف وحنان ومشاعر واحساس ووجدان وامتنان وشكر وعرقان وتقدير واحترام ونقاء وصفاء، والحُب أسمى المشاعر الإنسانية على الإطلاق وأرقاها في الوجود، وهبة من الرحمن أودعها في قلوب البشر لتعم السعادة وينتشر الصفاء والأمان..
ألم نسمع قول سيّد المحبّين، ومن تهوى إليه أفئدة العاشقين، من أحبه رب السماء ورب الأرضين، بما فيها الملائكة المقرّبين، ومن علمنا الحُب، وآخا القلب بالقلب، وفتح لنا بالحُب كل درب، حين قال: (ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم).
كثير من الناس يعتقد أن الحُب هو قول جملة “أنا أحبك” فقط وانتهى الأمر.! لا لا.. ليس كذلك، فالتواصل والإهتمام والحرص والسؤال هو الحُب بعينه، والسلام والتحية والإبتسامة الساحرة والكلمة الحانية والعبارة اللطيفة والنظر بعين الرحمة حب،
والحُب أن تُسلم على كل من قابلته في أي مكان وزمان..
الحُب مساعدة الغريب قبل القريب، والحُب عيادة المريض، والحُب زيارة لأهل القبور والدعاء لهم،
والحُب منبع السعادة ومرفأ الأمان، هو بحر لا ينتهي مليء بالغموض والأسرار، ولولا الحُب لانعدمت الحياة وفقدنا القدرة على التناغم والتعايش.
*ترويقة:*
يقول أحد فلاسفة؛ “الحُب هو سر القلوب وسبب لنحيا حياة دافئة تغمرها الألفة والمحبة ويلفها الأمان وتغلفها العاطفة”..
وقد قيل قديمًا: عقل بلا حب لا يفكر، وعين بلا حب لا تُبْْصِر، وسماء بلا حب لا تُْمطِر، وروض بلا حب لا يُزْهِر، وسفينة بلا حب لا تُبْحِر.
*ومضة:*
حياة بدون حب كحديقة بدون أزهار، وقلب خاوي من الحُب كصحراء مقفرة تنعدم من الحياة.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*