حكاية غربة
✍مرشده يوسف فلمبان :
قالت وهي تحكي سر حياتها لأعز صديقاتها :
سر حياتي لم يعرفه بشر.. كنا نلتقي غرباء عن بعضنا.. نتحدث غريبان.. نتبادل قصاصات أوراق صفراء كصفرة أوراق شهر أيلول.. حديثنا همس كوشوشة العصافير.. فترة لانعلم مامصير هذه اللقاءات الغريبة.. ليست ثمة مبادرات من كلينا ببوح مكنون قلبه.. هي ربما مواقف طفولية نقية لانعلم حقائقها.
فجأة افترقنا بلا وداع
وبلاعتاب..ولادموع.. كان افتراقََا غريبََالاندري كيف حصل ذلك.. وكيف انتزعت الأحداث صور
الجمال الصامت.. وروح الحياة النقية؟
كأن هبوب الرياح العاتية إقتلعت جذور البراءة.. واكتسحت كل ماضينا وسالف لحظاتنا الخرساء.
هكذا سردت تفاصيل حكايتها.. كانت تهواه بلا بوح.. لاتعلم ردود فعله.. وتتخوف من صدوده.. أو ربما حياءََا من مواجهة ضجيج الخجل المرتسم في محياه.
لقدتغيب ذاك الحبيب المجهول بين ضباب الغربة.
اخترق الندم خافقها.. ودت لو تراجعت لتخبره بأنها تحبه… ولكن ذبح إرادتها جبروت الظلم.. وهيمنة الصراع الأسري. أقتادوها إلى منصة الإعدام العاطفي.. طفلة بين ركام الأحداث.. هكذا عاشت في عالم الغربة.. روح بلامشاعر.. ولا حياة.. كانت تطوي غليان حنينها في صدرها وهو لاه عنها لايعلم عن مدى معاناتها في ظلال السنين.. لاتعلم عن شعوره نحوها.. وهل جعلها بقايا في نظره..؟ أم وأدها في دفاتر الموتى حتى يخفي معالمها.. وصرفها عن عاطفته وعالمه؟
وبعد سنوات طويلة تبدد بعدها الصمت بعد فوات الأوان.. تلاقيا في ظروف مفاجئة لقاء الغرباء..
تلاقيا وقد غزا الشيب مفرقهما.. وكيف سنوات الغربة غيرت أحوالهما.. وملامحهما إلا من مشاعر خفية يغزوها الألم.
آه يادنيا العجب. نحن فعلََا غرباء.. ومنسيون.. ومازال هذا الشعور يسكن قلوبنا..
وقد تغنى بهذه المشاعر صوت الأرض /
بعد مافات الأوان..
وانتهينا يازمان..
جي تقول للهوى..
انسى آهات اللي كان..
(أغراب إحنا ياهوى.. لو تجمعنا الديار)!!!