*وجلسة الأُنْسٍ سعادة*
✍ صالح الريمي :
لا يستطيع الإنسان مهما بلغ عمره ووعيه الإستغناء عن إخوانه، سواء من أجل تبادل المصالح المشتركة الدنيوية أم من أجل الحُب المطلق في الله الذي يُبنى سمو تعامله بالإحترام والوفاء، ومن واقع تجربةٍ عشتها وأعيشها؛ ثمة أشخاص ألقى بهم الله عزوجل في عالمي عن طريق فضاءات متعددة من مواقع التواصل الاجتماعي وهم كثير، لكن هناك أشخاص مختلفون حيث كان التعارف بدايةً من الحارة ثم المسجد انتهاءً وصحيح ابتعدنا لكن نحمل لبعضنا مكانة عالية وحبَّ السنين..
ولهذا ابّتْ أناملي إلا أن تنظم عقدًا من الشّكر والعرفان والإمتنان، لا يستحقّه إلا رجال السبيل الأعزاء بهذه الأمسية الجميلة والحميمية التي غاب عنها التكلف وحضرتها البساطة والعفوية والأريحية، حيث أخذتني بالحنين إلى الوراء، حيث جلسات الماضي الجميلة التي كانت كمحطات وقود في طريق حياتي، أتزود منها وتعطيني طاقة للمضي قدمًا نحو الحياة الجميلة.
جلسة الأمس ذكرتني بأن الدنيا بخير، وأن هناك أناس رغم أن ظروف الحياة فرقتهم، لكنهم رائعون في اجتماعهم، فكل شخص فينا كان همه إدخال البسمة على القلوب، فالجلوس مع هؤلاء الرجال هي سعادة ومرضاة للرحمن ومسخطة للشيطان ومذهبة للهم والمرض وانشراح للصدر.
فما أجمل لقاء الأصدقاء والزملاء والأحبة بعد طول الغياب!! إنّها لحظة ترسم أحداثها في لوحة ربيع العمر، تفرح القلوب، لحظة فيها من الوفاء ما يروي الأحاسيس، تتناثر فيها أجمل الكلمات، وأرقّ التراحيب لاستعادة الذكريات، فلا شك أن هذا اللقاء بعث في القلوب ضياءها، ورسم البسمة على الشفاه.
اللقاءات كثيرة، لكن لقاء الأمس التقت الأرواح بكل الحُب الود، فكانت السعادة الغامرة وتدفق الحٌب بكل معانيه، حضر فيها الصغار والشباب والمشايخ الكرام ملتفين ومتعانقين، ففرحت فرحًا شديدًا وكأن شيء فقدته من سنين، ثم وجدته بالأمس فداعبت إبتسامتي، ورفرف بها قلبي، وتنفست فيها روحي عليل الجمال، وتلاعبت باحاسيسي، وتلقائية بلا تحفظ وبلا رتوش، وجاذبية قوتها تفوق قوة الجاذبية الأرضية بأضعاف مضاعفة..
فشكرًا للقائمين والمنظمين على هذه الجلسة المباركة فردًا فردا.
*ترويقة:*
صحيح أن أجسادنا تباعدت لكن أرواحنا تلاقت في رابطةُ الاخوة، وهي أعظم من رابطة النسب، فلو التقى أحدنا بالآخر: لقال له خُذْ ما شئت، فما أخذتَ أحب إلي مما أبقيت، وحكى تاريخ الجمال من هذه المواقف الرائعة، أنَّ أحدهم شرب صاحبه، فارتوى هو حدّ الاكتفاء.
*ومضة:*
وجلسة الأُنْسٍ سعادة..
قال الشاعر الجميل:
وجلسة أُنْسٍ في اجتماعِ أحبةٍ
بهم تبسمُ الأفراح يا لذةَ السَّعْدِ
نبادلُهم قولًا لطيفًا وطُرفةً
وذكرى زمانٍ قد تبسَّم بالودِّ
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*