العَينُ تَهْمِي :
✍ حسن القحل :
غَابَ الَّذِينَ نُفُوسُنَا تَحِيَا بِهِمْ
تَحْتَ الثَّرَىٰ ضَمَّتْهُمُ الْبَيْدَاءُ
وَكَأَنَّنَا أَمْوَات بَعْدَ فِرَاقِهِمْ
قَدْ مَزَّقَتْنَا لَوْعَةٌ حِرَاءُ
أَرْوَاحُنَا تَحْيَا أَسَىً مِنْ بَعْدِهِمْ
وَالْعَيْنُ تَهْمِي وَالْقُلُوبُ خَوَاءُ
لَا يَعْرِفُ الْحُزْنَ الَّذِي يَحْيَا بِنَا
إِلَّا الّذي طَالتهُمُوا البَلوَاءُ
مَنْ ذَاقَ جَوْرُ مُنْيَةٍ فِي غَاليٍ
وَبِدَارِهِ قَدْ غَابَتْ الْأَضْوَاءُ
وَلَئِنْ سَأَلتَ مُجَرِبًا ذَاقَ الْأَسَىٰ
عَنْ حَالِهِ يَوْمَ اخْتَفَى النُّجَبَاءُ
فَلَسَوْفَ تَلَقَىٰ حَالُهُ وَكَأَنَّهُ
قَدْ غَادَرَتْ مِنْ جِسْمِهِ أَعْضَاءُ
مَا ذَاقَ طَعْمٌ لِلسَّعَادَةِ بَعْدَ مَا
غَابَ الْحَبِيبُ وَهَدَّهُ الِاعيَاءَ
مَا سَدَّ حَيًّاً فَقَدْ شَخْصٍ غَائِبٍ
أَوْ عَوَضَ الْفَقدَ العَظِيمَ عَزَاءُ
لَكِنَّنَا نَرْجُو مَعُونَةَ رَبِّنَا
وَبِحَوْلِ رَبِّي تَنْجَلِي الظُّلْمَاءُ
أَنْ يَشفِيَ الْجُرْحَ الْأَلِيمَ وَنَزْفَهُ
وَيُعَينُ مِنْ مَسَّتْهِمُ الضَّرَّاءُ
وَاللَّهُ يَرْحَمُ كُلَّ غَالٍ ضَمَّهُ
لَحَدٌ وَأَحْدَانَا إِلَيْهِ رِثَاءُ
وَاللَّهُ يَجمَعُنَا بِهِمْ فِي جَنَّةٍ
كَمُلَتْ مَحَاسِنُهَا وَطَابَ جِنَاءُ