الدكتوره السودانيه ماريا ام عاصم بعرعر تواسي بوفاة ام سليمان السلامة الدخيل الله من بلدها

الخرطوم _ بسام العريان:

لم يكن مرضى الطب المنزلي عندي مجرد مرضى ازورهم وافحصهم واعرف امراضهم وادويتهم وآخذ فحوصاتهم إن لزم الامر .. كان الموضوع أكبر من ذلك بكثيير ..هم اهلي.. هي أمي وهو أبي وذاك اخي وتلك اختي وفيهم من هو ابني لذلك كنت اعرف عنهم ما لا يعرفه اهلهم المقربون عنهم . كان امهاتي منهم يبادرونني بالسؤال عن حالي قبل ان ابادرهم وكأني المريضه وهم اطبائي . ابوعاصم جاكم ؟ كيفو عموري اليوم من الحمى ؟ ومع مين تركتيه ؟ هم يعرفون عني الكثير فأنا منهم وبهم واي سؤال في حينه كنت لا أخفي دموعي عنهم وكم اخذتني الخاله ( مطره رحمها الله وغفر لها ) في حضنها ان بكيت لاني تركت عمر وحيدا وهو مازال مريضا فتكفكف دمعتي وتعدني انها فتره وتعدي وسيكبر الصغير ويعود الغائب .. كم جهزت الخاله ( شطه رحمها الله وغفر لها ) من حلويات لاولادي وهي تنتظر زيارتي لتفرح اولادي اكثر من انتظارها سماعتي لفحصها.. وكم وكم كان ذلك متبادلا بيننا فإن اتصل ابن /ابنة احدهم ان الوالد/ الوالده اليوم تعبان امره لاطمئن عليه ولو كان خارج جدول الزيارات لان ألمهم ألمي وحزنهم حزني . هم يتصلون علي قبل تحركهم من البيت في اي وقت واي حين ف ارقام تلفوناتي بحوزتهم لأسبقهم الي المستشفى لان احدهم تعب ولزم حضوره . حضرت احداهن الي المستشفى وسبقتهم إليها فلما رأتني قالت لاولادها ليش كلمتو الدكتوره يعني ما تجلس مع عيالها واصرت علي ان ارجع إليهم و طمأنتها انهم بخير وبس يا خاله تطلع الفحوصات وارجع بعد اطمن عليك
كانت أجمل ايامي معهم وبهم على ما فيها من تعب لكن دعواتهم كانت تهون علي كل عسير ووقفاتهم الي جانبي كانت البلسم لكل ألم .
ما زالت ارقامهم معي وارقام اولادهم وبناتهم أبكي لفقد احدهم وافرح لشفائهم وتغمرني دعواتهم من على البعد ..
كنت اتابع مع ام احمد السلامه حالة الوالده المنومه هنالك في الرياض في عنياتهم المركزه وكم انقبض قلبي لذلك فأنا اعرف الحاله واعرف تبعاتها فاللهم سلم سلم . بالامس ماتت الخاله عيده ام سليمان السلامه رحمها الله وغفر لها وتجاوز عنها وجمعنا بها في الجنه .احتاج ان أبكي معك يا ام احمد فهي أمنا كما قلتي واحتاج من يعزيني فدموع عيني تأبى التوقف . اللهم ارحمهم واغفر لهم وتجاوز عنهم واكرم نزلهم ووسع مدخلهم ولا تحرمني اجرهم ولا تفتني بعدهم .اللهم اجعل لقائي الطويل بهم في الجنه حيث لا حنين ولا فراق ولا ألم واغفر لوالدي وارحمه وجميع موتى المسلمين. إنا لله وإنا إليه راجعون.