البداية الفعلية لفن (بين التلقائية والمقصود) فن انطلق من مكة المكرمة.*

مكة المكرمة
عبير بعلوشة

خلال ورش العمل التي تقدم كل يوم اثنين في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) فرع مكة المكرمة في (فندق ام ملينيوم ) والتي أعدها والقاها فنان من الرعيل الثاني للحركة التشكيلي السعودية ، الأستاذ / زهير محمد مليباري … بعنوان (أسس وعناصر التشكيل).
واثناء المناقشات الفنية في الورشة ـ تطرق حديث الفنان زهير … عن بداية وانطلاق فن ( *بين التلقائية والمقصود* ) .
فقال : بدأ هذا الأسلوب بمجموعة من الفنانين الذين تبنوا فكرة التجربة وساهموا في ثرائها وبلورتها الى الواقع وتفعيلها في أداءاتهم وممارساتهم الفنية.. وتكمن في الأداء المبتكرة الجامع بين التلقائية في مزج الألوان واختلاطها وما ينتج عن هذا من درجات تداخلات لونية منسجمة ومتوافقة ، تكون أشكالا ومساحات لونية ، تعبر عن حالة عفوية صادرة عن نفس الفنان المتفاعلة في إيجاد الأثر الفني والمنطلقة على سجيتها بلا تصنع ، وبين المقصود في توظيف بعض العناصر الفنية الكلاسيكية من خط وحروف عربية و اشكال وعناصر واقعية ،ذات البناء التشكيلي الرصين من محصلتهم ، تساعده في هذا الممارسة الأدائية الفنية الكبيرة ،والمعاني الموضوعية الواضحة ،للبحث عن صياغة فنية تشكيلية جديدة تجمع بين القواعد الاصيلة و الشطحات التلقائية العفوية في العمل الفني .

*من أين بدأة القصة؟*
-بدأت من عملي كمدرس لمادة التربية الفنية في مكة عندما لاحظت، ان هناك بعض التلاميذ يصعب عليهم تلوين خلفية اللوحة رغم رسمهم المميز لعناصر الدرس فبدأت ابحث عن طريقة تساعدهم في كيفية التعامل مع هذا النقص وتوصلت الى بدايات هذا الأسلوب .

*ومتى كانت الانطلاقة الفعلية لهذا الأسلوب؟*
عام 1416 هجرية، كانت الانطلاقة الفعلية لهذه الأسلوب، ساعد في هذا.. زيارة الأولى لمعلم الخط العربي بالحرم المكي الشريف الأستاذ إبراهيم العرافي وبعض تلاميذه من الخطاطين المتمكنين لمنزلي ، في شوال من نفس هذا العام وتقديم التهنئة بعيد الفطر المبارك، والتعرف علي كأحد الفنانين التشكيليين، وفي هذه الزيارة التي تحولت إلى اجتماع فني .. تكونت النواة الأولى لهذا الأسلوب الفني المبتكر..

*وماذا حدث بعد ذلك؟*
تواصلت الاجتماعات بعدها واستمرت أكثر من 23 سنة العشر سنوات الأولى كانت في يوم الجمعة من كل أسبوع ثم أصبحت بحسب المنجز الفني واطلاع جميع عليه. ومازالت حتى يومنا هذا.

*ممكن تعرفنا عن بعض التفاصيل لهذه اللقاءات الأسبوعية؟*
يتخلل هذه القاءات التجريب وعرض ما تم إنجازه وما تم من اعمال للمجموعة، وإكمال بعض اللوحات التي تحتاج لذلك وايضاً إضافة أفكار للأسلوب ومناقشة الأدوات والخامات الجديدة المطروحة حديثاً، ويتخللها دورة نظرية لعناصر التشكيل ومذاهب الفن، اقوم باعدادها للقائنا الاسبوعي.

*كيف قدمتم هذه التجربة للساحة التشكيلية المحلية؟*
من خلال إقامة العديد من المعارض الفنية داخل وخارج المملكة العربية السعودية، والكثير من الدورات الفنية في مختلف مناطق المملكة وخارجها. وايضاً ورش العمل الفنية في كثير من الفعاليات والبرامج التعليمية التربوية وجمعيات الثقافة والفنون بالعديد من مناطق المملكة..

*هل استمرت التجربة بنفس الأداء والتناول طيلة هذه المدة؟*
استمرت الإضافات للتجربة تأتي من كل فنان وخطاط يمارس هذا الأسلوب، فيضيف الكثير من الممارسات الفنية والتركيبات والأداءات الفنية من كل فناني الخط العربي والفن التشكيلي، وانضم إلينا العديد من الخطاطين والفنانين التشكيليين خلال هذه الأعوام منهم من استمر ومنهم من غادر، فتأثروا وأثروا التجربة بما قدموه.
*لكل خطاط وفنان شخصية وذاتية مستقلة خاصة به هل اثر أسلوب بين التلقائية و المقصود على هذه الذاتية؟*
في اعتقادي ان هذا الأسلوب لم يأثر على ذاتية الفنان بل أضاف عليها واثرى مجالها ، دون أن يمس شخصيته من قريب أو بعيد بحيث جعل الخطاط و الفنان يستحدث ابتكارات أدائية وممارسات نابعة من ذاتيته اضافة الى التلقائية والمقصود نظرة خاصة ولفتة إبداعية جديدة ، كذلك كانت رداً مقنعاً ووافياً لبعض المشككين في الجمع بين الخط العربي ومزجه بالفن التشكيلي ، دون أن يطغى احداهما على الاخر، بل ظهرا في انسجام متوافق ومشاركة ممتعة ، يصعب فصلهما عن بعضهما ، أو يغني كليهما الاخر .

*ذكرت في حديثك انضمام الكثير من الفنانين و الخطاطين لكم في هذا الأسلوب، هل يمكن ان تذكر بعضهم لنا ؟*
مر أسلوب بين التلقائية والمقصود بمراحل زمنية عديد انضم خلالها العديد من الفنانين و الخطاطين ، ففي بداية التجربة (مع حفظ الألقاب) إبراهيم العرافي و عبدالشكور حسين و محمد إسحاق وعبد المجيد الاهدل من الخطاطين ومن الفنانين ماهر السليماني ومحمد شالوالة و ممدوح مليباري و الاخوان علي وأحمد كنجري و احمد الجبير و د.احمد افندي و خالد قاروت و اخرون ، و العديد من طلاب الخط العربي بالحرم المكي الشريف .
و بعد ذلك انضم إلينا (خالد بايونس مدير جمعية جسفت و شاهر الشهري نائب مدير جمعية جسفت مكة حالياً ، وكذلك الفنانين محمد زكي و رضا معمر وحسن الزهراني و محمد الشيخ عمر و رضا وارس و اخرون ،و من الخطاطين سعود خان و مبارك الصوات ، الا ان الكثير غادر المجموعة اما للعمل او لظروف عائلية أو لامر طارئ ،ولكن تظل ممارساتهم في نفس او محيط هذا الفن النابع من مكة المكرمة .

*وفي الختام ماذا تود ان تقول؟*
اشكر جميع القائمين على هذا اللقاء .. واخص شكري لك أ. عبير بعلوشه لإتاحة الفرصة لتقديم ما لدينا لتعريف المتلقي بمنجز من بلادي نفتخر به نحن فناني مكة المكرمة،و يضيف الى الساحة التشكيلية المحلية و الدولية أسلوب مبتكر بفضل ما توليه حكومتنا الرشيدة حفظها الله من رعاية كريمة لها بالغ الأثر على الفنانين والمثقفين وعامة افراد المجتمع ، وذلك لتستمر عجلة عطاءات الإبداع بها حراك طالما هناك أناس يرعوه و يقدروه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى