لا تفقد هويتك
من كتاب عجائب الدنيا الثمانية
✍ محمد ابراهيم الشقيفى :
هوية المرء عنوانه وعقيدته محل وجدانه سر سعادته وبقاء كيانه تمسك بشخصيتك الوطنية ولا تسقط بقاع الظلمات حتى لا تفقد بصيرتك .
نعم الدين النصيحة فلا تكن بلا هوية فتصبح مثل قطيع دون راعى يحميه من عثرات كثبان الصحارى المتحركة يضيع ويتفرق في غابة كثيفة ممتلئة بالأشواك دون حارث أو قناص يراقب الذئاب أحذر قد تهاجمك لتقتلك النمور المفترسة ثم تهشم عظام رأسك الطيور الجارحة.
هويتك ليست فقط تلك الكلمات المدونة بجواز سفرك التى تخفيه بين طيات ملابسك لا تخرجه إلا عند ما يتطلب الأمر ذلك أثناء السفر قم من غفلتك الطويله الهويه لاتتعلق بالجنسية التى سطرت بشهادة قيد ميلادك وقت سطوع أول شمس عليك عند أولى لحظات الصراخ والبكاء
ولا تتعلق قط بعقيدتك الدينية فأنت مولود على الفطرة ثم بعد نضوجك مكلف بأحداثيتك ومسؤول عن ما يصدر منك وعن مبادراتك وكل ما يترتب عليها من آثار مردودها على المجتمع وعلى ذاتك ستحاسب عن الخطأ وسبب الإهمال وسوء التقدير.
كما أنها ليست مقتصرة على حب الوطن لإن الشغف بتراب الوطن من علامات الايمان نقطة متمركزة بداخل درب الإنسان.
الهوية من منظور متواضع هى كل تلك القطع الطازجة من الفواكه الشتوية والصيفية التى يشتهيها الإنسان من داخله ليكتمل بناء البنيان هى إيمانه بحق وطنه عليه وعشقه لتراب الأجداد هى أرضه التى يحيا عليها وسماءه التى تحمل الخير وتلبى النداء وقت الحاجة والمحن هى البر والبحر لاتتخاذل وتمسك بهويته الأحرار وتنازل عن نغمة الكبرياء واترك أمر الغرور حتى لا تتعرض نفسك لانتكاسة عدم الإنتماء وتقع فى بئر الخيانة الهويه عقيدة راسخة فى أعماق بحار النفس لمواطن يحمل بالإيمان علم بلاده ليرفرف فوق كل السفن العملاقة التى تمر فوق أمواج حياته هى الأحلام البريئة وأحداث الواقع رغم اختلاف مذاق ألوانه دون أن تفرط وتقع على الأرض حبات العشق من عنقود رباط حب بلاده.
هويتك يجب ألا تزلزل من تحت الأقدام حتى لا تنزلق فى فوهة البركان أحذر قبل أن تلتهمك أطماع الجبن والحرمان هويتك أن تفخر ببلادك دون حدود مكان و زمان هويتك إيمان بالمواطن والمواقع كما أخبرتنا الألواح والمزامير وصحف الأديان .