هكذا عيون العاشق 2
من كتاب عجائب الدنيا الثمانية
✍ محمد ابراهيم الشقيفى :
رغم فصاحة الكلمات فى معاجم لغات الحب وبلاغة لسان العاشق الساحرة إلا أنه بين أهل الهوى ووصال الأحبة قد صار أبكم بإرادته أختار أن لا يفضح أمرا حبيبته أصبح معصوب العين يتجاوز عن كثيراً من تفاصيل الأمور هو فاقد النطق رغم إمكانية إستخدام حركات اللسان يستشعر أصوات القواقع لكنه أصم لا يسمع سوى سكنات القلب لديه بصيرة السحر فى عيون الصقر يرى من خلال نوافذها أضواء نور الأمل.
هكذا عيون العاشق لا تشاهد سوى الحبيب تسمح بالعتاب وتقبل سبعين ألفاً من الأعذار وتقف على الأعتاب ترفض رسائل الأغراب لديها مفتاح واحد يستقبل لغات السحاب
ترمى الوجع فى بئر بلاقرار حتى يذوب الألم فى سبع بحار.
الفارس الذى يحمل كأس البطوله هو الفائز بأخلاقه بين عملاقة الحب لا يلقى صخرة ضخمة فى وجه يتشكل بالوان الورد وبياض الياسمين وجمال الفل ورائحة المسك والعنبر الجميل القلب الطيب لا يسمع سوى نداء الحب فى أعماق الصحراء يستنفذ كل طاقته لإرضاء الأحبة يقول ويفعل يحاول أن يجلب السعادة على طبق من فضة مرصع بحلى الزينة وعليه باقة ورد لا يربط الحب بعيد ولحظات مؤقتة يأتى كل عام فيها مره يمر كالضيف مرور الكرام ويرحل يتيم مكسور الأغصان بل العاشق الحر يرى كل دقة قلب أجمل لحظة حب يشم فيها رائحة عطرية يسمع همس حركات الشفايف يستقبل ذبذبات العقل ومضخات نبضات القلب مثل الشريان .
العاشق هو من يجعل نفسه جدران فى الخلاء تحت الظل تحتمى بها أجساد الأبرياء خلف شهامة الحب وهكذا تكون قلوب الرجال أعمدة للبنيان الضعيفة يستند عليها الحلم العاجز حينما تأتى الريح يتصدى العاشق ويواجه من غير خوف كل أمر محال .