جنون العظمه
✍ مرشده يوسف فلمبان :
أدهشني جدََا.. تصرف بعض البشر.. يتباهى.. ويتعاظم حين يحدث الآخرين عن مستوياته وإمكانياته العلمية والثقافية.. ومكانته الإجتماعية.. يعتقد نفسه أنه شخصية فريدة.. متفردة.. متميز ة بأفكاره.. يتعالى ويتهكم في تصرفات الآخرين.. وأنهم لاشيء أمامه..
نعم.. شخصية متعالية.. مصابة بحالة هوس العظمة..
وأن من حوله أقل منه فهمََا وعلمََا ودراية.. وأنه دائمََا على صواب.. يسخر.. ويستهزيء.. ويزمجر.. ويرمي إسقاطات على الآخرين ليستر عيوبه..
وفي أعماقه خلل نفسي.. يقتحم حقوق الآخرين معنويََا.. ويسفه آراءهم.. وأكبر مثال على ذلك فرعون حين استهتر وتجبر على قومه فقال لهم (أناربكم الأعلى) فبماذا عاقبه الله؟ وهذا مايسميه علماء النفس (جنون العظمه) وسببه المجاملة الزائده عن اللزوم.. تصرفات لا واعية شخصية متعالية.. تسمى :
(شخصية نرجسية) وهي مكتسبة وليست وراثية.. حيث تختار شخصية خاصة بها( من أكون؟)
وللتخفيف من وطأة هذه العظمة. التخفيف من النفاق الإجتماعي والمجاملات والتملق
لأن ذلك يؤدي إلى شخصية (النرجسية)
وإذاقيمناه أتضح لنا أنه فارغ من الداخل قابل للنفخ.
فالنفاق الإجتماعي والمجاملات والتملق جميعها آفة العصر وخطرهاينتشر كانتشار النار في الهشيم.. وهذا النفاق لطالما هدم بيوتََا.. وفرق بين الأحبة.. فهو يحيط بنا من كل الجهات مالم نتصدى له.. ويدرك الناس أن الذي يواجهونه هو (نفاق) ومع ذلك يتقبلونه ويتجاوبون معه.. أما المنافق المتملق ليس مضطرََاللتمسك بالمباديء والقيم. ولاالوقوع تحت نوبات الضمير.
فيا أحبتي الحذر من هذا السم الزعاف والوقوع في مستنقع هذه الآفة.. فهي مرض مجتمعي خطير.. ونحن ندرك تمامََا أن كل إنسان أفضل من غيره في مجاله فقط ولا يستصغرن أحدََا ( لايغير الله مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم)
فسلامََا على قلوب نقية..
وسلامََا على الضمائر الطاهرة.
وسلامََا على ملحمة محبة وصفاء بين البشر.