نهر العطاء
من كتاب عجائب الدنيا الثمانية
✍محمد ابراهيم الشقيفى :
بعد العطش الشديد داخل سرداب الدنيا الضيق المغمور بالزوابع داخل الفنجان المخممور بالمواجع بعقل الإنسان تتوالى الأحداث يلهس الفكر الشارد من صقيع الشتاء يظمأ القلب رغم تدفق الدم يضيق الصدر لقلة الهواء النقى تأبى الروح أن تواجه التحديات حتى لاتأخذها الريح بعيداً بين بعير الصحراء ولكن رغم المحن تأتى الشمس مشرقة والقمر مكتمل ليهل مسك النسيم فأستسقى للذات الملهمة بالحب حلاوة الدنيا من نهر العطاء لقد وجدت سر الحياة بين عيون الأبوة ذاك هو الأمل الدائم الذى منحنى من بعد الضعف قوة.
برضاءه السفينة تسير بين جبال الأمواج العاتية وتختفى بداخلى العراقيل المؤبدة التى التصقت بالوجدان لتستقر دعوة أبى الذى يسكن الصدر كى أتنفس رغم الحراك الشديد يتحسس عتمة الأنفاق بشمعة فى ظلام الليل الدامس مثل ضى القناديل لتتساقط الأقنعة من حولى فأرى حقيقة كل وجه وتبقى ظلال البراءة فى ملامح الشيخ الكبير لايعتريها صخب ولانصب لم أرى بين أنفاسه لمحة غضب إنه وتد عفى فى مهب الريح وادى ذى زرع استأنس بحبات حنانه أقتطف من بستانه ثمار الأمل وأستخراج من باطن جوفه كنوز الحق التى أبارز بسيفها الباطل إنه من يستحق بكل لغات العالم أسمى آيات العرفان والتقدير لم أوفيه حق الشكر ولو وضعت فوق كتافي أقدامه وتوجت فوق راسي خف نعاله ذاك هو أبى .