سفير الفرحة
✍مرشده يوسف فلمبان :
على أريكته المعتادة.. يغالب زمهرير الشتاء.. جلس مفكرََا في قضايا الحياة التي تعصف بالبشر.. ليلته خالية من الضجيج ومن الأضواء إلامن ضياء غرفته.. في زوايا غرفته يجوب بأفكاره متأملََا أحداث أيامه في زمن بين مقبل ومدبر.. هكذا هي الأيام تمضي في خطاهاسراعََا.. سارحََا ومفكرََا في حبه الأبدي السرمدي.. سيغادر من مساحة دنياه.. لقد أدمن وجوده.. وصوته.. وتفاصيل يومياته.. ومتطلباته.. قطعة من قلبه ينتزع منه ليتربع عرش سعادة منتظرة..
هذه هي الحياة مع الأبناء..
ومضى به قطار العمر وكأنه في سباق مع الزمن.. وهويركض سعادة وفرحََا لسعادة ابنته.. ولكن في خافقه شيء من الكدر.. قلبه يعيش الأجواء السعيدة.. يشارك فرحة عمره سعادتها.. وفيلق من النشوة والرضا تكسو خلجاته براحة النفس.. هي ربيبة عمره وأيامه.. رفيقة دربه بعد أن غزا الشيب مفرقه.. وشاخ عمره وله معها حياة تفيض انتعاشََا ودلالََا.. في سويداء قلبه تندس طفلة مدللة تعشق معسول الكلام.. وعذب الغناة.. وطيب الرفقة.. فأحب هو أن يكون سفيرََا لفرحتها وهنائها.. وهو يدعوالله أن يجعل السعادة طريقََا لقلبها.. إنه الأب الذي لايكرره الزمن.. ولايمكن أن يدع أحدََا يطفيء قناديل سعادته بأبنائه في لجج الظلمات.. ويحرص أن تظل متوهجة مدى الحياة. وفي نهاية ليله ربما تسقط دموع حين يعجز قلبه عن تحمل ألم البعد.. فلا تسأل العين إذا بكت.. بل اسأل الزمان الذي أبكاها.. سيتوارى كل مسببات القلق والأرق.. ويعود إلى مساحات السكينة في أيام جميلة تحمل معها رسائل مغلفة بأروع الدعاء لقلوب مفعمة بالنقاء.