متسول يفرض الجباية
من كتاب عجائب الدنيا الثمانية
✍محمد ابراهيم الشقيفى :
إن شبح التسول بين إشارات المرور بات أمر مزعج وشبه متكرر بل يكاد قدرا مكتوب على الجبين تراه العين منذ عقوداً مضت والآن هو حاضر تتعايش معه حركات الأبدان والأنفس تتوجع عندما تستشعر مرارة الإزدحام الأليم .
إننا فى ذهول وسخرية عندما نرى قناصة الميدان تتسول أيديهم بمهارة فائقة ونحن مستمرين فى العطاء نتقبل الأمر ونتعامل مع عقول لاتقبل النصح نعم نرى ممثل بارع أو إمرأة مبدعة وصغار لا ذنب لهم يتعلمون الفضول يرسمون إبتسامة عريضة ذات لهجة قاطعة حادة تحدث نزيف للمشاعر لتستعطف القلوب الطيبة بنظرة فنية متميزة مدهشة فتنفطر الصدور من دمع زائف والسنة مدربه على سرقة الكحل من بين جفون العيون .
متسول فى إشارات المرور فيلم على شاشات الشوارع الكبيرة
وإخراج متميز لصورة سلبية مسرحية هزلية لأناس يسترزقون بلا كد منظر غير لائق أن نكون بلا عهد إنهم يتحدثون عن الجوع والعطش يتطلعون إلى الغنى بلا سقف يكتبون على اللوحات أنظر هنا لحال الوهن الضعف والوباء وهم لصوص لكن ليسوا ظرفاء لايبالون بشدة إنزعاج واشمئزاز الناس هم يحتالوون ولايعرفون معنى الخوف فهم مدربون وينعمون بالحماية يتصارعون اليوم بأكمله وكأنهم ينحتون الجبال بيوتاً لهم عصابات منسقة جاهزة للعنف ضد أى مخترق لجهاز مناعتهم الجبار الذى لا يقهر بسهولة وله فى فلك الدنيا حيز و مدار.
ما هذا الحراك البغيض أشباح فى الطرقات والشحات كظل الرفيق لقمة العيش مقتصرة لديهم فى إشارت المرور لديهم قضية بلا مرافعة أودفاع قانونى يحملون ملف الحياة الشائك بالإهوال بغرض المتاجرة فيه بالأحلام ليس هناك كرامة باقية . فتسلق الجبال وحمل الصخور فوق أكتاف الرجال أهون عليهم من حقارة السؤال مشهد مقزز لصوص فى إشارت المرور لفرض الجباية على البسطاء ولهم كل العهد فلديهم قناصون فى الميادين جاهزون للرماية يختبؤن خلف ستار الباطل وأسوار الجسد العاطل يتسولون بإسم الإنسانية بلسان مريض بالعواطف الحاقدة يمتهنون البطالة فهم على المجتمع هم ثقيل ليله طويل ملتصق فيه الغد بالأمس لقد طفح بنا الكيل وبات اندثارهم رغم الحرب عليهم أمر أشبه بالمستحيل .