عادات المحاولات

عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون :

ستحصل على مكافآت كثيرة حينما تنجز أعمالك بإتقان، وهذا النجاح بحد ذاته مكافأة، والشيء الرائع بشأن تحقيق النجاح أن كل خطوة تخطوها نحوه تعد هدية جميلة تتكرر مع كل إنجاز جميل، وأعظم مكافأة على نجاحاتك هي الشخصية الرائعة التي ستصبح عليها.
من القوانين التي لها تأثير كبير في اكتسابنا للصفات والمهارات قانون يسمى بقانون التركيز، حيث يقرر هذا القانون أن كل ما تركز النظر فيه يكبر ويزداد في حياتك، لذلك قم بدراسة القيم التي تعجبك وتحترمها ومارسها، ويقال من يطارد أكثر من أرنبين فلن يصيد أي منهما، فلذلك ركز على عادة واحدة والتصق بتغييرها لمدة ثلاثين يوما، ثم انتقل بعدها إلى عادة أخرى، ومع كل فترة جديدة ستجد ان معنوياتك لتغيير عادة أخرى إلى عادة أفضل منها سيكون أمرا ميسرا وأسهل من ذي قبل، وستتسارع عملية استبدال العادات المباركة.
والناس يميلون عندما تحدث مشكلة ما إلى التصرف بصورة تلقائية، حيالها بناء على القيم العليا، التي اكتسبوها حتى تلك اللحظة، وفي حقيقة الأمر فإن الظروف لا تصنع الرجل، بل تكشفه أمام نفسه.
افعل الصواب دائما، والتفكير على المدى الطويل أمر ضروري، فكلما فكرت في العواقب طويلة المدى لتصرفك، ازداد احتمال فعلك للأمر الصواب على المدى القصير، يقول ايمانويل كانت: “اعقد العزم على التصرف كما لو أن كل فعل من أفعالك سيصبح قاعدة عامة يسير عليها كل الناس، فمتى انزلقت أو فعلت أو قلت شيئا لا يتفق مع مثلك العليا فعلى الفور عد إلى طبيعتك وقل لنفسك هذا ليس من طبيعتي”.

سئل ابن المقفع: من أدبك كل هذا الأدب…؟ فقال ابن المقفع: نفسي. فقيل له: أيؤدب الإنسان نفسه بغير مؤدب…؟ فقال ابن المقفع: وكيف لا…؟ كنت إذا رأيت من غيري حسنا أتيته، وإن رأيت قبيحا أبيته، وبهذا وحدي أدبت نفسي.
المحاولة الأولى لتغيير بعض عاداتنا تؤذينا، وتظهر شيئا من جانب ضعفنا، وهذا لا يدعونا أن ندع مجالا للفشل في المرات الأولى أن يتمادى، ولا نجعل صعوبة بعض خطوات التغيير تدفعنا إلى اليأس، فكلنا نعلم أن توماس أديسون عانى ما عانى وهو يحاول في اختراع المصباح الكهربائي في محاولات قيل أنها ألف وثمانمائة محاولة، فالمحاولات في طريق الوصول لشيء أفضل هي بحد ذاتها نجاح، فلا تطلقوا عليها المسمى الآخر.

Related Articles

Back to top button