قلب أجوف

من كتاب عجائب الدنيا الثمانية

✍محمد ابراهيم الشقيفى :

أرجوا أن لا تنخدع بالكلمات الجياشة ربما وراءها إحساس مزيف وشعور أصابه التليف فى قلب شريانه مجوف له خوار يتساقط منه الشر بخيل على أهل الود يمسك ولا ينفق .

التعقل الجيد للأمور يجعل الإنسان السوى لاينبهر بمعسول الكلام ولايستعجل فى حكمه على الأشياء إن المظهر الخارجي يختلف كثيراً عن باطن النفس فلماذا نحاول إستحضار العطر الطيب من نافخ الكير فالمسك الخام لايأتى إلا من طيب الغزال ذو القوام الجميل المشاعر المزيفة فكرة حمقاء فى جسد متعفن معدوم الإحساس هى وسيلة لخداع الأرواح النقية تلبس الروح الشريرة عمامة التقوى وهى خبيثة الجوهر مثل عقارب الصحراء لاتميز بين الخير والشر عمياء تقتل كل من يصاحبها تكذب على من يعاتبها .

من يستطيع عناق الإساءة والضلال بالحكمة والإحسان لكن مهما تصبر وتحتسب فإن روح الشر بعيدة المدى تتوغل فى باطن النفس البشريه بالشوك المؤلم جذورها عميقة يصعب إنتزاعها مثل خلايا السرطان فروعها منتشرة كذرات البارود من مدافع العدو اللدود سلام على أرواحنا من بطش النوايا والأحقاد .

إن المشاعر المزيفة أقوى عروض أفلام الخيانة على خشبة مسرح النفاق تقتل الهدوء ليعيش العاشق فى منفى عالم التوتر والقلق تأتى معها الرياح بطامة الغدر وبمالاتشتهى السفن ليكون الصيد غالى الثمن لعبة إبليس بالمشاعر والأحاسيس التى تمزق أوتار الروح وتدمر نبضات القلب وتترك الحب ينتحر بين الدموع .

يجب أن نترك قدرا كافيا من المساحة بين العقل والمشاعر نمهد الطريق بالتروى لنزيح الخوف من بين الخطوات المؤدية إلى القلب حتى لا يصاب بالألم المزمن وتتوجع الروح من خيبة الأمل وينكسر الحلم فتحاربنا الحيرة فى عمق العلاقات ويصعب علينا التخلص من ضيق الأمر ولانجد أمامنا سوى دوامة الصدمات وسهام المعارك وظلال الأزمات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى