قطع السكر التي لا تذوب
من كتاب عجائب الدنيا الثمانية
✍ محمد إبراهيم الشقيفي :
الكلمات الطيبة أشبه بشمع خلايا النحل للعسل النقى التى لاتذوب نتذوق حلاوتها وتبقى على حالاتها عنوان للرحمة والود هى من صاحبها رسالة صدق تترك الأثر الطيب وتستقر داخل النبض مطمئنة في أعماق القلب .
قطع السكر التى لاغنى عنها في صناعة أجود وأشهى أنواع المأكولات والحلويات تتساوى معها فى ذات قيمه السعرات والطاقه الكلمات العذبة التى تخرج من فم الإنسان بفطنة وكياسة لكى تصنع بهدوء تام وإنسجام أجواء ممتلئة بالسعادة .
ما أبسط أن نقضي على الهموم التى تسكن الصدور بحلاوة شق تمرة أو نصف كلمة جميلة فإن نهر الكلام مصدره حسن النوايا قبل تركيز العقل مع مخارج الألفاظ وقت النطق بالحروف .
قطع السكر وشهد الكلام هما غذاء صهيل الخيل بيد الرجال حلاوتها فى فلك الأحداث حتى لو رحل الفارس تجد أثر فتافيت السكر بين السرك واللجام ثم تبقى ظلالها الطيبة وحروفه الغنية بالجمال تمكث باقية فى المكان تعبر عن قائلها مثل شعاع الشمس تترك الدفء كى يعبر من بين هذه الكلمات سحر الحب ليسيطر على مشاعر الحرمان كمثل ضوء القمر الذى يأتى بعد سواد الليل وعتمة الظلام فتافيت السكر وإن تلاشت ملامحها المادية بعد ترتيب المكان تظل تراها العين هالة الحب مثل لون العسل المصفى بين الطين والتراب تختلط أثارها بالأرض الطاهرة التى تطرح فروع المحبة والإخلاص من شجر السلام قطع السكر تسيطر على جنون المشاعر هى أقوى مسكن طبيعي للألم دون أن تترك بالجسد أعراض جانبية هى إدمان أغنية بها لحن الخلود .
الكلمات الطيبة تتطاير وتعود مثل عطر العود نستشعر سحر عبيرها هى كنز باق عليه حارس كى يبقى سر من معالم الحياه نشاهد فيه مناظر الجمال دون فلسفة كاذبة ومن غير حدود . الكلمة الطيبة جذورها عميقة حروفها مثل أقماع السكر نتذوق أطرافها وتظل متماسكة خالية من الشوائب تغازل العين عالقة في سماء الحب تجاور الشمس وتذهب فى زيارة عاجلة إلى قطب الشمال والجنوب ورغم جمال مذاق شمع العسل تبقى حلاوته بالفم ساكنة ولا تذوب .