دموع على أرصفة الشوارع من كتاب عجائب الدنيا الثمانية
بقلم محمد ابراهيم الشقيفى
الصوره تتحدث عن نفسها دون ثناء من أحد وتتكلم بلسان الحكمة الناطق بفصاحة البيان فقد يضيع بيننا الصدق ومعنى الإخلاص حتى يضل الإنسان الطريق مغترب فى سفر طويل ثم نشاهد دون شاشه عرض فى السينما مشهداً تلقائياً من غير تمثيل أواخراج يشرح معنى الوفاء بين إنسان ميت وكلب قد رافقه سنين على أرصفة شوارع الحياه .
بطريق الصدفة التى رسمتها لنا الأقدار نرصد صورة حقيقية لبث مباشر ترها بصيرة أصحاب العقول النيرة تعبر عن الوفاء بين البشر وغيره من المخلوقات فى منظر فريد من نوعه ونادر ماتراه العيون لكثرة الغمام وزحام سحب الحياه.
صرخات تعبر عن العشرة وجمال الصحبة لشخص كان صاحب فضيلة ووفاء كان يطعم الكلب قبل أن يتذوق لقمة العيش فتنزل جوف الحيوان لتعينه على مقاومة الحياه.
وفجأة أمسى الإنسان فى ليل كاحل غاب عنه ضوء القمر العين تبكى من هذا المنظر الصعب ليس مجرد جسد قد فارق الحياه ولفظ أنفاسه الأخيرة وبجواره حيوان يتذكر مواقف صديقه المخلصه رغم اختلاف الطبيعه
المؤثر أن الحيوان يبكي ويتوجع يصرخ يتألم.
ساصف بعناية فائقة وجودة الصوره لقد رأيت مشهداً لجثه ملقاة على الأرض صورتها بسرعة فائقة عين الذاكرة موقف حى لجثة هامدة ماالداعى أن يلتف حولها الكلاب الضالة من المساء حتى الصباح وهى تبكى وتأن بدمع يغمر المكان حتى غاصت أرجل البشر وكأن الغيث يتساقط بكرات الماء الملتهبة مباشرة من السماء تفور الدموع على الأرض مثل حمم البركان ثم يصدر الحيوان صوت أجش وصرخات حزينة وكأنه يعلم أنه لامفر من الموت فصاحبه ذاهب لداره الأخرى في رحله منها أبدا لن يعود وغدا لن يراه فهو يدرك بالفطرة معنى صمت التابوت يغادر المكان ويلحق بالنعش المحمول على الأعناق ليودع صاحبه يرفض فكرة الفراق لم يجد مخرجا أوبديل أمتنع عن الصراخ والكلام حت صار قبل طلوع الشمس وبين الضحى بجوار قبر صاحبه قتيل.
ياليت من أضاع المحبة يتعلم معنى العطاء ويمزق من بين ضلوعه شباك الجفاء صورة حقيقيه ما أجملها عبرت عن صدق المشاعر بدموع الفراق.
الكاتب/ محمد ابراهيم الشقيفى