جواد بلا فارس

من كتاب عجائب الدنيا الثمانية

✍محمد ابراهيم الشقيفى – جمهورية مصر العربية :

أحلام وردية بأجنحة قوية تزف البشرى لصاحبها بعد فقدانه الأمل تتطاير مع ثوبها الأبيض خصال شعرها الأسود الساحر لكن الخوف من سهام العالم عندما تتصارع بين النجوم عارية فى الفضاء و ينقطع اللجام ليقع الفارس على الأرض ثم تعبث بنا سخرية الأقدار.
لقد تعدت الأحلام حدود السرعة القصوى وتخطت حواجز الأمان المسموح بها ثم دخلت حيز الخطر إنها تهرول بخفة الوزن خلف قلعة المحال تتسابق مع الخيل بجوار العشق دون تعقل وترفض الصبر والتأمل إنه الجنون المطلق بسرعة البرق وأصوات الرعد وكأننا نشاهد جواد يبحث عن فارس يقوده فوق بساط الريح لكنني أخشى عليه من طموح بلاسقف فيغوص فى بحر تتمزق فيه ألوان الحياه بين أمواج لحن الخلود .

الأحلام خيل جامح شارد سارح يبوح بالحب ويلوح بالعشق فوق سحابة الظل حتما إن استمرت فى الفضاء من غير تفكير ستقع على أرض جرداء فى بقاع الشوك المؤلم وبلارحمه تلتهم هذه المشاعر الجياشة نار جحيم الجفاء لابد وأن يحمل الفارس سيف فى جراب الحب لكى يستأنس بوجوده في أصعب الظروف الغامضة يتعلم كيف يحكم قبضته على لجام المهر حتى يتحكم في منافذ ومخارج الميدان دون أن يقدم كبش فداء أو يفقد رمانة الميزان .
الأحلام جواد من غير فارس إن قل وضوح الرؤيه وزاد مقدار الطموح عن القدر المسموح هنا فى هذا المقام تعزف موسيقى بلا سيمفونية حقيقة الآلات الموسيقية فى غير موضعها الصحيح تتحدث بلغة الضجيج أنغامها صاخبة تشتت الذهن وتقتل فى أحشاء الرحم الحلم الوليد إن الخيل من أجمل المخلوقات سلالة لها أصل عريق تعرف وجه صاحبها تحمله فى الشدائد على ظهرها لبر الأمان تعلم معنى العطاء وتقدر الوفاء فى ركابها الخير ماالمانع أن تعانقها الأحلام يمينا ويسارا وتلتف حول مشاعر الانسان بشىء من الطموح الملفوف بنسيج الخجل ثم تعطى زمام الأمور للعقل المدبر حتى يبقى رغم الشوك فى الورد عطره ويظل محتفظا بمنظره الجذاب ليكن سقف طموح النفس البشرية من غير طمع وبقدر معتدل حتى لا تتعرض الأحلام لهجمات شرسة ويسقط الفارس على جوارحه فاقد الوعي من فوق أمواج الخيال.

Related Articles

Back to top button