لا تضيع شيئا من وقت العمل
✍عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون :
معظم الناس يتعلمون كيفية أداء وظائفهم في العام الأول من تاريخ التحاقهم بها، ثم بعد ذلك لا يسعون إلى تطوير أنفسهم أبدا، وفي حقيقة الأمر الكثيرون يرغبون بالتحسين والتطوير ولكن حبهم للراحة، وتأثير من حولهم، والإيحاءات السلبية التي تصلهم من هنا وهناك، تجعلهم يستكينون لها ويستسلمون، فإذا كنت تريد أن تضاعف طاقتك الإنتاجية، وأن تتقدم وترتقي، ولا تكون كهؤلاء، فعليك أن لا تكون مثلهم، وأن لا تفعل مثل ما يفعلون، وأن تعمل طوال الوقت الذي تكون فيه بعملك، ولا تضيع وقتك، ولا تثرثر كثيرا مع زملائك في ما لا فائدة منه، ولا طائل من ورائه، ولا تصرف وقتا طويلا في شرب القهوة وارتشافها مع الاستمتاع بأحاديث لا تزيدك علما وتقدما مع هذا وذاك، أما قراءة الصحف أو تصفح الإنترنت فإياك أن تكون ضمن ما تفعله في وقت العمل، فهذا من أكبر المضيعات للوقت، فالأشخاص الآخرين الذين يرغبون في التحدث إليك سيصرفونك عن انجاز أعمالك بشكل متقن، ناهيك عن تأخيرها وتعطيل مصالح أنت التحقت بالعمل من أجل إتمامها بأسرع وأجود ما يكون، ولا تخجل أو تتردد في إخبار الفارغين من زملائك أنك واقع تحت ضغط كبير، ومضطر إلى الانتهاء من مهمة كُلفت بها من قبل رئيسك، فبذلك يكتسبون عادة الابتعاد عنك، وسيبحثون عن شخص آخر ليضيعوا الوقت معه .
من أكبر وصفات النجاح في عملك هي أن تقوم بأداء المهمة التي أوكل بها إليك رئيسك على الفور، وأن تطلب تولي المزيد من المسؤوليات، واعمل على إنهاء عملك بسرعة وإتقان، ومن ثم تذهب إلى رئيسك وتقول له: “لقد أنهيت كل مهامي وأريد المزيد من العمل والمزيد من المسئوليات”، فبهذا ستكون أنت “رجل المهام الصعبة”، وإذا وجد أمرا بحاجة إلى الإنجاز بسرعة فإن رئيسك سيتخطى الجميع ويكلفك به .
سئل جماعة من كبار المديرين التنفيذيين: ما أكثر الصفات أهمية التي يحتاج إليها الفرد لكي يحصل على ترقيات في شركاتكم…؟ فاتفق 85% منهم على أن أكثر الصفات أهمية:
القدرة على تحديد الأولويات، والقيام بأعلى المهام قيمة.
والانضباط في الانتهاء من العمل بسرعة وإتقان.
(إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه).