الخوف وانفاق الظلام
من كتاب عجائب الدنيا الثمانية
✍محمد ابراهيم الشقيفى :
إن شبح الخوف يولد يتيم بين شعاع الأمل والنور فى أنفاق العتمة بكهف الظلام.
بين ثنايا الروح والجراح تنتحر الأحلام و على ضوء شمعة مصباح خافت بداخل الإنسان يولد الخوف مصحوب بالعصيان من قلة الصبر وانعدام الإيمان .
إنها النفس الأشبه بالملاك تعيش لحظة صدق ثم تحدث هفوة المعصية عند وجود الثغرة بالعمد فنفقد طعم الأخلاق ليتحول يوم السكينة والطمأنينة إلى عقارب مشحونة بالخصام وحديث قلوب اللئام.
صدام وحراك انتقام وغرام عشق وجنون الكل أقدامه قد تزول ولكن قد يجد البرئ من يرد له الإعتبار ويختلق الحلول ليحفظ هيبته بين أهل المكان ماعد الخوف إن مكث بالقلب ظل العجز دون مدافع وقتل الصمت الحارس ثم تظهر الأفاعي من طين الجحور وتختلف معالم السماء بدخان شاسع أشبه بالضباب الذى يصطدم بركام السحاب.
الكل ترتعش أقدامه ليرى كابوس الألم فى منامه الخوف ليس لقيط من سفاح بل لديه أحزان مضت وهموم تطايرت بالأمس أبكت عيون الصخر والشجر من شدة الشجن
قد يكون الخوف شىء طبيعى فيه طوق النجاة للقلوب الضعيفه وفى بعض الأحيان يكون ظاهرة صحية بعد وعكة خفيفة أصابت وزن زائد بجسد عاطل مفتون بالنعم لكنه مشحون بالقلل الملغم بالخوف المقبول وغير المقبول .
فى الأصل لدينا مشاعر ودفء بالقلوب يسكنها شعورالخوف وسكينة الهدوء الحذر من علة العشق والفراق أومن عين رأت الحسود ورفضت النفاق فسوء الطالع يخطف الأضواء مثل البراق حقا إن الخوف مقيد بسلاسل من جهنم فتبقى النفس مع الطوفان الذى يحجب رؤية العين ويمنع إحساس الأمان .
قد يكون ظاهرة صحية أوحسيه غير مصحوبة بشظايا الغضب الثائر فلا ضرر ولا ضرار حتما سيحسم الجدال ولكن قد تشاء الأقدار أن يمنعنا الخوف شهادة تنقذ روح برئ من يد شخص واعر فيكن وصف صاحبه ثعلب ماكر خسيس وجبان تنازل عن كينونة كإنسان.
ليعلم السوط خلف ظهورنا بدماء سوداء نعم الخوف يباز الحقيقه على استحياء لكنه منبوذ فى السخاء والرخاء بالشدة والشقاء
إنه ابتزار للروح والجسد ضعف فى النفوس ليس لديه طقوس أوثوابت محفورة بالمراجع إنه مجرد إحساس عالق بالاذهان يسيطر على الوجدان لابد وأن يرحل ويختار له أبوين شرعيين الصدق رغم الضعف لنرى ما بين أجنحة الخوف شىء من الأمان والدفء فى صقيع البرد حتى يحوم حول الأعناق بطيف الحق والإحسان .