أكثر من مجرّد سباق
✍الدكتور مازن العصيل – كاتب وطبيب أطفال :
سعدت مساء يوم الأحد الموافق ٢٩ أكتوبر لعام ٢٠٢٣ بحضور المؤتمر الصحفي لانطلاق مهرجان سباق الجري السنوي في نسخته الخامسة والعشرين ، هذا المهرجان الرياضي الخيري المجتمعي الذي أصبح علامة بارزة تميّز منطقتنا الشرقية الحبيبة لاسيّما وأنّه في نسخته لهذا العام يكون قد أكمل ربع قرن منذ انطلاق النسخة الأولى منه ، ولعلّ ما يزيد هذا المهرجان الرياضي حلّته البهيّة هو أنّه يحظى برعاية كريمة من سموّ أمير المنطقة الشرقية وبمتابعة واهتمام من سموّ نائبه حفظهم الله ، وهذا بلا شكّ يعكس اهتمام القيادة الرشيدة – أيّدها الله – بتعزيز مفهوم الصحة والوقاية من خلال التشجيع على ممارسة مختلف الرياضات وهذا بدوره سينعكس على تعزيز صحة المجتمع والوقاية من الأمراض بإذن الله تعالى ، ولعلّ أبرز ما أثار إعجابي خلال هذا الاجتماع هو الشغف الكبير الذي تحمله قيادة اللجنة العليا لهذا السباق على عاتقها بهدف إظهار هذه المناسبة الرياضية السنوية بأبهى صورة ، وتُقدّم من خلالها رسالة خيرية وسامية للمجتمع كدعم مرضى السرطان ، والسكري ، والفشل الكلوي ، والأيتام ، وكبار السنّ ، والأطفال ، والتحذير من العنف الأسري وغيرها من الرسائل والشعارات البنّاءة والهادفة لتعزيز القيَم الإنسانيّة النبيلة ؛ لذا فإنّ هذا المهرجان الرياضي أكثر من مجرّد كونه سباق جري فحسب ، بل هو باكورة متكاملة تهدف للارتقاء بالإنسان من جميع الجوانب ، كما أنّ هذا العام سيشهد السباق مشاركة عدد من العدّائين العالميين من مختلف دول العالم ممّن حققوا مراكز عالمية متقدّمة في مشاركات سابقة بمختلف دول العالم ، وهذا سيُعطي السباق رونق مختلف ويُكسبه شعبية على نطاق أوسع .
وفي الختام علينا أن نتذكّر دوماً بأنّ أحد أهم مقوّمات رؤية المملكة ٢٠٣٠ هو تعزيز صحة الإنسان والذي بدوره سينعكس على تحقيق تنمية مستدامة وهذا لا يأتي إلا بتظافر جهود جميع القطاعات الحكومية والخاصة يشاركهم فيها أفراد المجتمع من خلال التشجيع على المشاركة في مثل هذه المناسبات وحثّ أفراد الأسرة ومن هم في محيطنا القريب على المداومة على ممارسة الرياضة بأنواعها المختلفة ؛ لأنّ ذلك سيكون سبب بعد عون الله تعالى في أن يعيش الإنسان ويُمارس حياته اليومية العلمية والعملية وهو بكامل صحته ونشاطه البدني ، وأن ينبذ جميع العادات والسلوكيات السلبية والتي قد يظهر أثرها لاحقاً في حياة الإنسان وقد تكون سبب في تقليل جودة الحياة ومعاناة الإنسان مع مختلف الأمراض والمشكلات الصحيّة المزمنة.
