باح يا باح

✍ صالح الريمي :

يوم الأربعاء صباحًا وبالتحديد الساعة السادسة صباحًا عندما فتحت هاتفي وجدته يحدث نفسه بنفسه دون أن أطلب منه، تركته حتى انتهى التحديث، فتحت برنامج الواتس اب، وكانت المفاجأة كل المحادثات باح يا باح..
حذفت الواتس اب من الهاتف وحملته مرة أخرى لكن المفاجأة الثانية أن الواتس اب مارضي يتحمل على الهاتف نهائيًا، مسحت كل شيء في الهاتف ماعدا الأسماء لكن للأسف الشديد لم يتحمل الواتس اب على الهاتف مجددًا.

ذهبت إلى عدة محلات لصيانة الهاتف، جلهم لم يعرف السبب الرئيسي، وأغلبهم قالوا تحتاج إلى تغيير الهاتف، فعمره الافتراضي قد ولى بعد رحلة عمل شاقة استمر بالخدمة أربع سنوات مشكورًا، دخل خلالها عدة صيانات أهمها تغيير الشاشة، تركته عند أحد محلات الصيانة ووليت أمري داعيًا من الله أن ييسر أمري واشتري هاتفًا جديدًا في القريب العاجل.

تواصل معي مهندس الصيانة في اليوم الثاني قائلًا: بعد الفحص لم أعرف المشكلة! ولم أستطع استرجاع الواتس! جئت إليه وأنا ابتسم قائلًا هل من جديد يذكر؟ قال خذ تلفونك وعوضك على الله، للأسف الشديد هاتفك باح يا ياح..
رجعت إلى منزلي بخيبة أمل كبيرة لما جرى لهاتفي، اسجمعت قواي حامدًا لله عزوجل، قائلًا لعله خير، والخير ما اختاره الله لي، اللهم أجرني في مصيبتي وارزقني خير منها.

صحيح أني تأثرت نفسيًا بخراب الهاتف، لكن الحمدلله لم اندب حضي لأني بكل فخر متفائل وعندي قدر كبير من الأمل بأن هذا قدري وعلي الرضا والقناعة، وهذه ليست محنة بل هي منحة من الله عزوحل لي، ارتحت فيها خاليًا بنفسي بعيدًا عن مواقع التواصل الإجتماعي، واستفدت من وقتي..
وهناك قاعدة جميلة أستنير بها وهي التي تجعلني دائمًا أشعر بالسعادة في كل حدث، بأن “ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك”، وكل شيء ممكن تعوضه مادام أنك بخير وصحة وعافية، ولا أقول إلا قدر الله وما شاء فعل، والخير ما اختاره الله لي، بل وفيه كل الخير، وهكذا هي الدنيا لا تصفوا من الأكداري.

المفاجأة الثالثة؛ بعد صلاة الجمعة فتحت هاتفي فوجدت الواتس قد تحمل في الهاتف دون أن يمسه أحد، لكن المحادثات ذهبت أدراج الرياح، المهم أن الهاتف مازال على قيد الحياة وفيه نبض الأمل، وتسمر الحياة بالهاتف أو بدون هاتف..
فأنت ابن اليوم مهما حصل لك، فدورك أن تحيا إيجابيًا طالبًا التغيير للأفضل، رافضًا أن تنجرف في شلالات الأخطاء ومزالق العيوب، واحذر أن تقضي حياتك حُزنًا وأسى على شيء فات في الحياة، والحياة تستمر..
قال تعالى: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).

*ترويقة:*
‏ملامسة الروح بالكلمة الطيبة، وأكثر أنواع المشاعر خلودًا في حياة الآخرين، ولهذا من تجربة شخصية مواقع التواصل وبالخصوص برنامج الواتس آب أتاح لي فرصة التعرف على الكثير من المتابعين، واليوم أعتز بهم وبتواصلهم وبعضهم اصبحوا أصدقاء حقًا.

*ومضة:*
بالطبع شكرًا لمن فقدني! فسأل وتواصل واتصل وأرسل للاطمئنان عن سبب الغياب.

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى