(حكاية شجن)
✍مرشده فلمبان :
غفت في مساحات الضجر.. وبين عذابات الضجيع.. ومسحة حزن تعلو وجهها.. وتتسلل إلى أعماقها موجة ألم تسحق كيانها.. تراءى لها زائر المساء يلملم الليل من جوانحها.. تحكي له دواخل ذاتها.. حين ضاعت قافلتها في بيداء جنونها.. علاقتها مع رفيق صباها تعيش في حالة تصحر وجفاف.. تصارع ظمأ المشاعر.. وبلادة الأحاسيس.. يعلوها صدأ اللامبالاة والإهمال.. ألتقت به وفي ملامحه شيء من الملل والإكتفاء.. بحثت في عينيه عن ذاتها الظامئة لمناهل الحنان والسكون قالت له :
أي حبيبي.. واقعي بدونك مرار.. ماذا أقول إن اختارك قلبي من ملايين البشر؟ فالحب في نظري قدر واختيار.. وغيرتي عليك مرض عضال..
مريضة أنا بك.. لعل موجة ندم تعتريني لأني أخترتك رفيقََا لعمري.. حبي لك بئس الضجيع وأهم اهتماماتي.. وبؤرة إدماني.. ودموعي أنهكت أحداقي.. فهدمت لذة أحلامي.. أوجعتني كثيرََا.. فبعادك عصف تفكيري..
مضت أيام وقلمي هجر الحروف وتوقف عن الثرثرة.. تاه بين السطور.. جعلني أتوسد مساحات الآهات الخفية.. وقسوة التنهيد..
ونامت بعد تلك المناجاة شعرت بيد تمتد نحوها من خلال غفوتها.. تهديء من روعها.. وتمسح آثار دموع عالقة في أحداقها.. وفي حنان بالغ قبل يديها.. ثم تركها في أوج أنينها وحيرتها.. وعبراتها تخنق أنفاسها المتهدجة.. شعرت بقطرات دافئة تتدحرج على وجنتيها.. هي دمعات تناثرت على وسادتها.. لتكتشف بعد إغفاءتها وصحوتها أن ذاك الحدث المثير كان حلمََا. ومع ذلك مشاعري بك مثل غصن مشتبك … يحمل اليك تلك الدمعات التي بللت وسادتي… لتغذي مشاعرنا هناك ياغصنا مشتبكاً…في حكاية شجن